أنقرة (زمان عربي) – ما زال النقاش متواصلا داخل حزب العدالة والتنمية عن أسباب الخسارة الكبيرة للأصوات في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من يوينو/ حزيران الجاري والتي فاز فيها بالمركز الأول إلا أنه عجز عن الانفراد بتشكيل الحكومة والحصول على الأغلبية المطلقة داخل البرلمان. ولم يعد أعضاء الحزب الصامتين الذين كانوا يسيرون في الماضي وفق مفهوم “لا تروي مشكلاتك للآخرين وحلها بنفسك” قادرين على السكوت أكثر من ذلك وبدؤوا الإعراب عن انتقاداتهم وآرائهم بصوت عالٍ.
وبحسب ما أدلى به بعض المسؤولين في حزب العدالة والتنمية لصحيفة” زمان” التركية؛ تبين أن بعض نواب رئيس الحزب الذين جمعوا الأموال من المرشحين على وعد ضمان مقعد في البرلمان. لدرجة أنه يُعرف المكان الذي تم فيه تسليم الأموال واسم المرشح الذي دفعها ومقدار الأموال.
ويمكن إيجاز ردود الفعل الواردة من داخل حزب العدالة والتنمية على النحو الآتي: “فقدان الإحساس بالقضيّة، وتقديم المصالح الشخصية على المبادئ، والمحسوبيّة والعشوائيّة، وسيطرة الحالة الريعيّة على الجسم كله، وفقدان الثقة، والابتعاد عن جوهر الحزب وتحوله إلى مصلحة”.
وقال مسؤول رفيع المستوى إنه ذهب إلى جميع المدن خلال الحملة الانتخابية واستنتج من خلال ملاحظاته الميدانية “أن حصول الحزب على 41 في المئة بهذا الكادر يعد معجزة. فلم يعد أحد يثق بأحد”.
كما كتب حسين بيسلي المستشار السابق لرئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في مقال له بصحيفة “أكشام” أن هناك نوابا داخل حزب العدالة والتنمية يحصلون على تقارير صحيّة من أجل التخلص من مصافحة مئات الأيادي التي يصفونها “القذرة” ويستخدمون أناسا لربط وفك أربطة أحذيتهم.
كما تحدث مسؤولون رفيعو المستوى بالحزب عمّا يدور بالداخل عقب الانتخابات البرلمانية؛ إذ يُقال إنه عقب انتخابات السابع من يونيو تحوّلت الأنظار إلى أحمد داوداوغلو رئيس الحزب رئيس الوزراء؛ إذ حملوا عليه أكبر جانب من وزر الهزيمة، وأنه ليست له قاعدة مؤيدة داخل الحزب، والجميع يقول إن “داوداوغلو سيرحل”، إلا أنه لا توجد معلومات أو اقتراحات صريحة بمن سيحل مكانه.
ليس هناك عضو واحد يجلس سعيدًا في المقر العام للحزب بأنقرة. وتحول النواب الذين أتموا ثلاث دورات في البرلمان وفقدوا حق الترشح في الدورة الجديدة والمرشحين الجدد الذين لم يتم انتخابهم إلى معارضة قويّة داخل الحزب. كما أن ظهور الرئيس السابق عبد الله جول في المشهد مرة أخرى زاد من هذا الضغط. كما يتم وصف بعض الوزراء ونواب رئيس الحزب بأنهم “غطرسة متحركة”. وحتى الأسماء المحتمل مجيئها على رأس الحزب في حال رحيل داوداوغلو مثل نعمان كورتولموش ويالتشين أكدوغان لا يتمتعان بحب الأغلبية من أعضاء الحزب.