اسطنبول/أقجة قلعة 16 يونيو حزيران (رويترز) – اتهمت تركيا
المقاتلين الأكراد في شمال سوريا اليوم الثلاثاء بطرد المدنيين من
مناطق يسيطرون عليها وقالت إنها ترى مؤشرات على “شكل من أشكال
التطهير العرقي”.
وقال مسؤول تركي إن بلاده أبلغت اشنطن -التي تقود ضربات جوية
للتحالف لدعم المقاتلين الأكراد- بقلقها لنزوح العرب والتركمان من
محيط بلدة تل أبيض.
وانتزع مقاتلون سوريون بقيادة الأكراد السيطرة على بلدة تل
أبيض على الحدود مع تركيا من تنظيم الدولة الإسلامية أمس الاثنين
وطردوا مسلحي التنظيم المتشدد في تقدم دعمته غارات جوية تقودها
الولايات المتحدة.
وتشعر تركيا بالانزعاج بسبب المكاسب التي يحققها المقاتلون
الأكراد في سوريا خوفا من أن تلهب المشاعر الانفصالية بين أبناء
الأقلية الكردية على أراضيها.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لهيئة الاذاعة
والتلفزيون التركية أثناء رحلة إلى السعودية “داعش (تنظيم الدولة
الإسلامية) يهاجم ويقتل من يأسرهم. المقاتلون الأكراد يسيطرون على
مناطق معينة ويرغمون من يعيشون هناك على الهجرة.”
وتابع “لا يهم من يأتي .. النظام .. داعش.. وحدات حماية الشعب
(الكردية).. كلهم يضطهدون المدنيين.”
وقال إن أحدث قتال تسبب في تدفق المزيد من اللاجئين على تركيا
التي تستضيف بالفعل 1.8 مليون سوري وإن أكثر من 23 ألفا عبروا
الحدود خلال الأسبوع المنصرم.
وقال بولنت أرينتش نائب رئيس الوزراء التركي في وقت متأخر من
مساء أمس الاثنين “نرى أن هناك مؤشرات على شكل من أشكال التطهير
العرقي” من جانب كل من الجماعات الكردية والإسلامية في قتالهم
بشمال سوريا.
وتابع يقول للصحفيين “نرى مؤشرات على أن هناك عملا يتم بشأن
صيغة لجلب عناصر أخرى ودمج الأقاليم” في إشارة إلى منطقتين يسيطر
عليهما المقاتلون الأكراد في شمال سوريا.
ونفت وحدات حماية الشعب الكردية يوم الأحد الاتهامات بالاضطهاد
أو أن “حربا عنصرية” تجري. وحثت في بيان نشر على الانترنت المدنيين
على العودة إلى مدنهم الواقعة تحت سيطرة الأكراد السوريين مع منحهم
ضمانات على سلامتهم.
وعبر الرئيس التركي طيب إردوغان عن قلقه بشأن الهجوم الذي شنته
وحدات حماية الشعب في الآونة الأخيرة وقال إن الأكراد ينتزعون
السيطرة على مناطق يتم تشريد العرب والتركمان فيها. واتهم إردوغان
الغرب بدعم ما وصفها بجماعات “إرهابية” كردية قائلا إن النتيجة
ستهدد حدود تركيا في نهاية المطاف.
وبعد انتزاع وحدات حماية الشعب وجماعات سورية معارضة أصغر
السيطرة على تل أبيض أصبح الأكراد السوريون يسيطرون فعليا على
حوالي 400 كيلومتر من الحدود السورية التركية التي تمثل قناة عبور
المقاتلين الأجانب للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول تركي لرويترز “تم إبلاغ الولايات المتحدة في كل من
أنقرة وواشنطن بانزعاج تركيا فيما يتعلق بتل أبيض.”
وأضاف “يجبر التركمان والعرب في منطقة تل أبيض على الهجرة.
هناك محاولة لتعديل الوضع الديموغرافي.”
وساد الهدوء منطقة الحدود اليوم الثلاثاء مع عبور مجموعة صغيرة تضم أقل من مئة شخص الحدود عائدين إلى سوريا بعد أن فر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية من البلدة. وتردد آخرون في العودة قائلين إنهم ما زالوا يخشون تنظيم الدولة الإسلامية.