أنقرة (زمان عربي) – في الوقت الذي يضع فيه حزب العدالة والتنمية جميع خيارات وحسابات تشكيل حكومة ائتلافيّة على الطاولة، بعد نكسته في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في تركيا في السابع من يونيو/ حزيران الجاري التي حصل فيها على نسبة 40.8 من الأصوات بشق الأنفس، تجرى من ناحية أخرى حرب باردة بين كل من الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوداوغلو .
وكشفت كواليس الحزب الحاكم وقصر أردوغان عن أنه في الوقت الذي يبدي فيه أردوغان رغبة في إجراء انتخابات مبكرة بعد استنفاد” المباحثات والمحاولات الفاشلة لتشكيل حكومة ائتلافيّة”، يصر داوداوغلو على جلوسه على كرسي رئاسة الوزراء.
وكان أردوغان قال خلال اجتماع طارئ عقده مع مستشاريه عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات مباشرة إن عدد الأصوات قد ينخفض إلى 35 في المئة في حال إجراء انتخابات مبكرة قبل أن يتم تجربة خيارات الحكومة الائتلافيّة. وفي ضوء هذا، قرر القصر الرئاسي الذي انتهج خارطة طريق جديدة، ألا يظهر على أنه “طرفا يحول دون تشكيل حكومة ائتلافيّة” عن طريق اتخاذه موقفا تصالحيًّا ومعتدلًا.
وإذا تمكن أردوغان من إنجاز السيناريو الذي يخطط له ستبوء محاولات الأحزاب الثلاثة الأخرى (الشعب الجمهوري، والحركة القومية، والشعوب الديمقراطي الكردي) بالفشل الذريع، وعندها تُجرى انتخابات مبكرة.
تجدر الإشارة إلى أن أردوغان سيشدد في خطاباته على أن البلاد “ستشهد حالة من عدم الاستقرار” في ظل عدم اختيار حكومة خلال فترة الـ 45 يومًا التي يسمح فيها الدستور بتشكيل حكومة عقب الانتخابات، وسيسعى بعد ذلك لرفع أصوات حزبه ولإعادة تحقيق حلمه في تطبيق النظام الرئاسي مجددًا، لا سيما وأنه تحطم بعد أن فشل العدالة والتنمية في تحقيق الأغلبية المطلقة في البرلمان التي بدورها تحقق له الموافقة على اسفتاء لتطبيق النظام الرئاسي الذي يكرس لديكتاتورية بغيضة ولحكم الفرد الذي يهدد ويتوعد ويقاضي ويشتم ويهين كل من يختلف معه.
أما الوجه الآخر لهذا السيناريو فيحمل مشهدًا مختلفًا للغاية، وهو نيّة داوداوغلو لتشكيل حكومة ائتلافيّة وعدم ترك كرسي رئاسة الوزراء. حيث أعربت شخصيّات مقربة من داوداوغلو عن نيته لتشكيل حكومة ائتلافية بصدق. ذلك أن داوداوغلو الذي يعتقد أن نزول أردوغان إلى الميادين الانتخابيّة أثر بصورة سلبية على حملته الانتخابية يرغب في أن يقرأ أردوغان رسائل نتائج الانتخابات في رفض النظام الرئاسي والمصالحة على نحو جيد. فضلا عن أن التصريحات التي أدلى بها داوداوغلو عقب الانتخابات تؤكد أفكاره هذه حينما قال: “أردنا أن نطبق النظام الرئاسي إلا أن الشعب رفض ذلك. والآن ثمة مشهد جديد، وعلى الجميع أن يدير هذا المشهد في إطار النظام الموجود”.