شانلي أورفا (تركيا) (زمان عربي) – أدت الاشتباكات الدائرة بين كل من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي”داعش” في مدينة تل أبيض السورية إلى تشريد الآلاف من السوريين الذين تدفقوا على الحدود التركية بعدما بقوا عالقين بسبب الاشتباكات بين الطرفين واضطروا للانتظار لأيام طويلة بلا مأكل أو مشرب.
ووصلت أوضاع هؤلاء السوريين الفارين إلى أبعاد مأساوية بعدما تداولت الصحف ووسائل الإعلام نبأ الطفلين اللذين لقيا مصرعهما جراء العطش الشديد. وعلية تدفق آلاف السوريين إلى الحدود التركية، ما أدى إلى فوضى عارمة في المنطقة، وبعدها تم السماح لهم بعبور السياج الحديدي.
ولاتزال الحالات المأسوية مستمرة على الحدود التركية السورية. حيث اضطر آلاف السوريين الذين فرّوا من ويلات الاشتباكات الدائرة بين تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية، التي توصف بأنها امتداد منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية في تركيا، في مدينة تل أبيض السورية الواقعة بمواجهة بلدة أكتشه قلعة بمدينة شانلي أورفا جنوب شرق تركيا، للبقاء بلا أكل أو شرب في قيظ الحر الذي بلغ نحو 40 درجة مئوية.
ومن جانبه، علّق أكرم داده رئيس مجلس تركمان سوريا في تل أبيض على هذا الوضع قائلا: “أهالينا تدفقوا على الحدود، بعدما بقوا بين شقي رحى الاشتباكات. إذ قد تحدث في أية لحظة مجزرة مدنية كبرى. نريد المساعدة، لأننا في حاجة إلى الماء، وإذا كنتم لا تريدون إدخالنا الأراضي التركية فلا تفعلوا ولكن أعطونا الماء. لقد مات اثنان من أطفالنا بسبب العطش”.
واستجابت السلطات التركية، أمس الأحد، لصيحة الإغاثة هذه، حيث قررت أنقرة السماح لما يقرب من عشرة آلاف سوري عالقين بين شقي رحى الاشتباكات في تل أبيض بالعبور إلى تركيا.
وعقب الإعلان عن هذا القرار، الذي قوبل بالنقد لصدوره متأخرًا، زحف الآلاف إلى الحدود التركية نحو الساعة الخامسة والربع من مساء أمس. وشهدت المنطقة الواقعة أمام السياج الحديدي أمام الحدود حالة من الفوضى الشديدة، وهو ما اضطر قوات الأمن التركية للتدخل لمنع من حاولوا القفز من فوق السياج أو اختراقه. إلا أن تدخل قوات الأمن لم يكن كافيا؛ وبعدها تم السماح للسوريين الذين تم نقلهم من الممرات إلى الحدود الجمركية للعبور إلى الأراضي التركية عقب تفتيش كل منهم على حدة.