رويترز – لأن الحاجة هي دائما -كما يُقال- أُم الاختراع..ففي ظل النقص الحاد في الأسمنت بقطاع غزة ابتكر مهندس فلسطيني طريقة لانتاج أسمنت محلي يوفر شريان حياة لعمليات إعادة الإعمار في القطاع المحاصر.
قال المهندس ويُدعى محمد الأخشم إن مشروعه الجديد يحتاج إلى دعم دولي ومساندة ليتمكن من تلبية احتياجات سكان قطاع غزة من الأسمنت.
أضاف لتلفزيون رويترز “بدأت التجارب منذ ما يقارب حوالي سنة على موضوع انتاج أسمنت يشابه الأسمنت المورد في المواصفات وفي الخصائص. توصلنا إلى نتائج جيدة. لكن طبعا الإمكانيات حالت دون إتمام مشروع كهذا المشروع لكن في نفس الوقت تابعنا العمل لإيجاد أسمنت يمكن أن يساعد المواطنين في حالة عدم وجود الأسمنت الاسرائيلي.”
وأردف الأخشم أن الأسمنت الجديد مبادرة خاصة من جانبه موضحا أنه طور المنتج دون أي تدخل أو مساهمة من الجهات الرسمية.
وقال “يعني بشكل طبيعي كل بداية صعبة. لكن عندما نتحدث عن غزة فطبعا المصاعب والصعوبات في البداية تكون مضاعفة لأسباب كثيرة. أولها الحصار والاسباب الداخلية وأسباب تتعلق بثقة المجتمع بالمنتج المحلي.”
وسعر الأسمنت الجديد (أونست) تنافسي مقارنة مع أسعار الأنواع الأخرى من الأسمنت المستورد من مصر أو اسرائيل.
ويقول زملاء للمهندس الأخشم مثل مقاول يُدعى فوزي عليوة إن المنتج الجديد يوفر بديلا مناسبا ومتاحا للأنواع الأخرى مرتفعة الثمن كما انه يدعم الاقتصاد المحلي في ذات الوقت.
أضاف فوزي عليوة “أفضل من النيشر (اسم شركة الاسمنت الاسرائيلية) وموجود في نفس الوقت. يعني وقت ما بده الواحد بيلاقيه بس نيشر اليوم فش (غير موجود) في السوق. مفقود كمان عشان هيك فبيضل الواحد المنتج المحلي بيسد خانه وسعره نص هذاك. بيمشي حاله كويس.”
وقال عامل بناء يُدعى يوسف أبو العينين يستخدم الأسمنت الجديد في أحدث مشروعاته إن الأسمنت الجديد يتكون من خليط من الرمل والجص والسن ومواد أُخرى متاحة في غزة.
أضاف أبو العينين “فش فرق بينه وبين أي أسمنت ثاني. بيمد معانا منشتغل فيه وقوي وأسمنت يعني طبيعي عادي. منشتغل فيه وزي ما انت شايف يعني فش أي حاجة فيه يعني بالعكس احنا صنع ايدينا يعني مبسوطين فيه كمان. فش أي حاجة عندنا وأي تعارض.”
وأوضح أبو العينين أن استخدام الأسمنت الجديد أمر هام جدا لأنه يدعم الصناعة المحلية ولا يجعل قطاع غزة تحت رحمة مساعدات العالم الخارجي.
أضاف يوسف أبو العينين “ولا بدنا المستورد. احنا شغل بلادنا مندبر حالنا منشغل حالنا. احنا بدنا نستنى الاحتلال يمرق إلنا؟ بدنا نشتغل بنمشي أمورنا احنا.”
ولم يتحقق سوى القليل من التقدم فيما يتعلق باعادة إعمار قطاع غزة منذ الحرب بين اسرائيل ومقاتلي حماس في عام 2014 والتي لاقى فيها ما يزيد على 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين حتفهم بينما قُتل في المقابل 73 اسرائيليا معظمهم من الجنود. وهُدم في تلك الحرب قرابة 18 ألف منزل في قطاع غزة.
في غزة ينتج بديلا