أنقرة (زمان عربي) – بدأت تتكشف أمور خفية عن كواليس اللقاء الذي جرى بين كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوداوغلو مساء التاسع من يوينو/ حزيران الجاري في قصر رئاسة الجمهورية بالعاصمة التركية أنقرة والذي تناولا فيه مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت الأحد الماضي والتي عجز فيها حزب العدالة والتنمية عن الانفراد بالحكم وتحقيق الأغلبية المطلقة في البرلمان.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها من مصادر بحزب العدالة والتنمية؛ قرر أردوغان وداوداوغلو في هذا اللقاء التوجه إلى انتخابات مبكرة. وعليه قام أردوغان بإعداد خارطة طريق عقب نكسة العدالة والتنمية في الانتخابات بالرغم من مجيئه في المركز الأول بـ40.8 في المئة من الأصوات لكنه فشل في تحقيق الأغلبية المطلقة.
وبموجب هذه الخارطة؛ سيتم –أولا- خفض حالة الضغط المسيطرة على البلاد، عن طريق استخدام لهجة تصالحية ومعتدلة تُقدّم أجواء استقرار تركيا على أيّ شيء آخر. كما ستُعطى صورة مفادها أن العدالة والتنمية استوعب الدرس اللازم من الانتخابات وأجرى نقدًا ذاتيًّا مع نفسه.
وفي المرحلة الثانية، حسب هذه الخارطة، سيتم تشكيل صورة ذهنية خادعة لدى الرأي العام تفيد بأنه تم تجربة جميع الطرق لكي لا تبقى تركيا بدون حكومة، وأنه تم اللجوء إلى كل السبل مع جميع الأحزاب للاتفاق حول تشكيل حكومة ائتلافيّة إلا أنه لم يتم الاقتراب للائتلاف بأي شكل من الأشكال.
والمرحلة الثالثة، والأخيرة، في هذه الخارطة هي؛ استعادة أصوات الأكراد المحافظين التي ذهبت لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي في انتخابات السابع من يوينو، والتي جعلته يجتاز الحد الأدنى للعتبة الانتخابيّة (10 في المئة من الأصوات) ويضمن 80 مقعدا في البرلمان بعدما كان يمثل الحزب بنواب مستقلين فقط.
ويقول أحد المسؤولين الكبار بحزب العدالة والتنمية “مَن يعرف السيد أردوغان يعلم جيدًا أنه لن يقدر أن يعيش تحت وصاية أبدًا. والنتيجة الصادرة في انتخابات السابع من يونيو تعني وصاية على كل من أردوغان وحزب العدالة والتنمية. بمعنى أنه ما دامت التحركات والخيوط في يد المعارضة وأغلبية البرلمان ليست معهم فهذا يعني أن أردوغان تحت وصاية. وأردوغان لا يمكن أن يعيش أبدًا تحت ظل شخص آخر، وسيرغب في تعويض ذلك على الفور”.