إسطنبول (زمان عربي) – يبدو أن شبح العنف في تسعينيات القرن الماضي بدأ يخيم مرة أخرى على المدن ذات الأغلبية الكردية في شرق وجنوب شرق تركيا ليحول دون اكتمال فرحة الأكراد بالحصول على الحد الأدنى للتمثيل البرلماني من خلال حزب الشعوب الديمقراطي.
[button color=”blue” size=”medium” link=”http://www.zamanarabic.com/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AD-%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%B8%D9%87%D8%B1-%D8%AA%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86/” target=”blank” ]تركيا تستريح: أردوغان لم يظهر تليفزيونيا منذ 48 ساعة[/button]
فبعد الانفجار الذي استهدف مؤتمراً جماهيرياً لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، قبيل الانتخابات؛ شهدت مدينة ديار بكر، ذات الأغلبية الكردية، أمس الثلاثاء، اغتيال آيتاج باران نائب رئيس جمعية الإغاثة “Yeni İhya- Der”، والمعروف بعلاقته بتنظيم حزب الله الإسلامي “التركي”، ما تسبب في أعمال شغب أدت إلى وفاة ثلاثة آخرين.
ولفظ آيتاج باران أنفاسه الأخيرة، في المستشفى التي نقل إليها، بعد إصابته بأربع رصاصات في جسده أمام بيته. وأسفر الهجوم الاستفزازي عن حدوث أعمال شغب في المدينة أدت إلى مقتل ثلاثة آخرين. وعلى الفور سارعت قوات الأمن إلى فرض طوق أمني حول البلدة، بعد أن تلقت بلاغات من المواطنين بوجود أشخاص مسلحين يقومون بإطلاق النار عشوائيا في الشوارع.
وقعت الأحداث في الساعة 14:20 بعد ظهر أمس الثلاثاء، بحي” الشهيد” التابع لبلدة “يني شهير” مركز مدينة ديار بكر.
ومن جانبه، أكد والي مدينة ديار بكر اعتقال 14 شخصا مشتبهاً في تورطهم في الأحداث الاستفزازية، بحوزتهم 4 أسلحة كلاشينكوف، وسلاح آلي من طراز (IMI Uzi)، و4 بنادق صيد، وبندقية قاذفة للقنابل، وعدد آخر من المهمات العسكرية.
وأسفر الهجوم الاستفزازي عن إصابة ثلاثة صحفيين، كانوا يحاولون تغطية الأحداث. وقامت قوات الأمن بنقلهم إلى أقرب مستشفى حكومي بعد أن نجحت قوات الأمن في إنقاذهم من أيدي المسلحين.
وعلق رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي صلاح الدين دميرتاش على الهجوم، قائلا: “تشهد مدينة ديار بكر مؤامرة قذرة. يريدون إشعال حرب داخلية في المنطقة. وعلى كل الأحزاب السياسية أن تصمد في مواجهة تلك المحاولات. وعلى من يتحملون المسؤولية السياسية أن يتصرف بمسؤولية كاملة تمكنهم من تجاوز الأحداث. وعلى الجميع أن يتحرك بوعي لمواجهة سيناريوهات الصراع الداخلي الذي يحاولون دفعنا إليه. وكذلك التأكيد على عدم الانصياع لأي دعوات يتم نشرها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحات مزيفة”.
بينما أعلنت “الحركة القومية للشباب الثوري الكردي” (YDG-H) التابعة لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن عناصر تابعة للمخابرات التركية هم من يقفون وراء مقتل آيتاج، مؤكدين عدم وجود أية صلة لهم بالواقعة.
وقال رئيس تنظيم حزب الله الإسلامي التركي (HÜDA PAR) محمد حسين يلماز، في تصريحات له على قناة “بي بي سي” الناطقة باللغة التركية، :”لقد كانت هناك تغريدات على الحساب الخاص بالحركة القومية للشباب الثوري الكردي تشير إلى تخطيطهم لشن هجوم. وعلى منظمة حزب العمال الكردستاني أن تصدر تعليقا في هذا الصدد. (وقد أصدرت الحركة بياناً ورفضت الاتهامات الموجهة إليها بشكل قاطع) فقد تم القبض على منفذ انفجار المؤتمر الجماهيري لحزب الشعوب الديمقراطي. وأرى أن جهاز الأمن لا يدير الأحداث بنية حسنة، وإنما يريد أن يشعل الفوضى في المنطقة، فقد أعلن عن العثور على منفذ الانفجار، في حين تبقى العديد من الوقائع مجهولة الفاعل إلى الآن”.