إسطنبول (زمان عربي) – وجّه الزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي في تركيا كلمة إلى كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوداوغلو على هامش احتفال حزبه باجتياز العتبة الانتخابية لدخول البرلمان قال فيها: “نتعهد لكم بأنكم ستحاكَمون محاكمة عادلة مهما كانت جرائمكم وأيّا كانت ذنوبكم”.
وأفاد دميرتاش في معرض كلمته بأن قادة حزب العدالة والتنمية الآن في حالة من الذعر. وتساءل قائلا: “ما الداعي للذعر؟ إن لم تكن لديكم جرائم وذنوب، ولا تخافون ولم تسرقوا، ولم تقتلوا الناس في روبوسكي ( الأكراد ضحايا “القصف الخاطئ” الذي استهدف 34 من المهربين عام 2011) وفي حديقة “جيزي بارك” في تقسيم بإسطنبول، ولم ترسلوا أسلحة إلى داعش في سوريا، فلماذا إذن كل هذا الخوف؟”.
وأعاد دميرطاش إلى الأذهان كلمة داوداوغلو خلال الحملات الانتخابيّة: “سأقدم استقالتي إن لم نشكل حكومة بمفردنا”، وسأله قائلا “هل أنت مستعد لتقديم استقالتك؟”.
وشهدت تركيا أول من أمس الأحد سباق الانتخابات البرلمانية؛ حيث كان حزب العدالة والتنمية هو الخاسر الأكبر بالرغم من مجيئه في المركز الأول وحصوله على ما يقرب من 40.8% من مجموع الأصوات، إلا أنه عجز حتى عن الحصول على الأغلبية المطلقة (276 مقعدا ليفوز بشق الأنفس بـ258 مقعدا). أما الفائز الأكبر فهو حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، الذي كان الحصان الأسود في هذه الانتخابات المصيرية، والصخرة التي تحطمت عليها أحلام أردوغان في النظام الرئاسي، الذي يكرس لديكتاتورية بغيضة ولحكم الفرد الذي يهدد كل من يختلف معه.
وكان الأكراد قبل ذلك يدخلون البرلمان التركي كنواب مستقلين، غير أنهم قرروا هذه المرة خوض الانتخابات من خلال حزب الشعوب الديمقراطي، مستهدفين تخطي العتبة البرلمانية بالحصول على أكثر من 10% من أصوات الناخبين، وخوض نضال سلمي سياسي من أجل قضيتهم الكردية.
ويعتمد الشعوب الديمقراطي بشكل كبير على المرأة وتفعيل دورها السياسي؛ حتى إن نصف مرشحيه للبرلمان كانوا شخصيات نسائية، الأمر الذي يحقق له انتشارا واسعا في أقصر وقت. ويتجه الحزب الذي يتمركز في جنوب شرق تركيا نحو الغرب بأفكاره ورؤيته السياسية، وهو ما يشكّل بالضرورة خوفًا وذعرًا لدى قادة العدالة والتنمية.