باريس (رويترز) – أقامت والدة شاب فرنسي اعتنق الإسلام وسافر للانضمام لمقاتلين جهاديين في سوريا دعوى قضائية ضد الحكومة الفرنسية لعدم منع ابنها من السفر عبر مطار نيس.
ورحل برايان دانكونا وهو من أسرة كاثوليكية عن نيس بعد يومين من الاحتفال مع الأقارب بعيد الميلاد في نهاية 2013 وهو الآن في سوريا حيث يتصل بين الحين والآخر بأمه نادين حسبما تقول محاميتها سامية مكتوف التي ترافعت في القضية أمام محكمة مدنية في باريس اليوم الثلاثاء.
وتطلب نادين دانكونا الحصول على 110 آلاف يورو (124 ألف دولار) على أساس أنه كان يتعين على شرطة الحدود في مطار نيس منع قاصر – إذ كان عمر برايان وقتها 16 عاما – لاستجوابه حين ظهر بدون أي متعلقات شخصية سوى أوراق هويته كي يستقل طائرة إلى تركيا التي تمثل محطة للراغبين في السفر إلى سوريا.
وقالت المحامية إن الأم لو ربحت القضية فستتبرع بالمال لمجموعة معنية بمكافحة الإرهاب.
وأضافت “ما تحاول القيام به هو زيادة الوعي لدى السلطات العامة.”
وأضافت “ما حدث مع والدة برايان قد يحدث لأي أم. التعويض بالنسبة لها هو تجنيب أمهات أخريات هذه المعاناة التي مرت بها.”
وفي ابريل نيسان 2014 أقرت الحكومة الفرنسية خطة تهدف إلى منع جهاديين محتملين قبل سفرهم من خلال خدمة إلكترونية للعائلات التي تشتبه في أن أفرادا بها يوشكون على السفر والانضمام لمجموعات متشددة.
وأنشئت مراكز استقبال لآباء جهاديين محتملين. وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إنه بعد عام سجلت نحو 1900 حالة ربعها لقصر وأكثر من 40 بالمئة منها لفتيات صغيرات السن.
وزادت الجهود الفرنسية للمنع المبكر للجهاديين المحتملين بعد الهجمات التي وقعت في يناير كانون الثاني وقتل فيها مسلحون إسلاميون 17 شخصا في فرنسا. وكانت أبرز الهجمات على مقر صحيفة شارلي إبدو وكذلك على متجر يهودي.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف يوم الأحد إن من المعتقد مقتل 113 شخصا ممن انضموا للمقاتلين الجهاديين في سوريا والعراق حيث يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من الأراضي.
وقال ممثل لوزارة الداخلية أمام جلسة المحكمة إن اسم برايان غير مدرج في سجلات الشرطة للمشتبه بهم ورد قاض بأن شرطة الحدود لم يكن لديها في ذلك الوقت أي سبب لاعتقال الشاب الذي يبلغ عمره الآن 18 عاما لعدم وجود طلب رسمي من والديه لمنعه.
وينتظر أن تقضي المحكمة في الأمر خلال نحو أسبوعين.