إسطنبول (زمان عربي) شكل حزب الشعوب الديمقراطية الكردي الحصان الأسود والحزب الأكثر قوة في الانتخابات البرلمانية المصيريّـة التي شهدتها تركيا أمس والتي حالت دون بقاء حزب العدالة والتنمية في الحكم منفردًا بعدما تلقى من الشعب لطمة قوية في انتصار للديمقراطيّة بعد انفراده بالحكم ثلاث دورات متتالية.
وكان احتمال اجتياز حزب الشعوب الديمقراطية الحاجز النسبي للتمثيل بالبرلمان (10% من أصوات الناخبين) بمثابة الكابوس الأسود الذي يقف في وجه العدالة والتنمية. إلا أن ذلك تحقق واستطاع الشعوب الديمقراطية كسر هذا الحاجز وضمان 80 مقعدا في البرلمان؛ ليتحطم بذلك حلم الرئيس رجب طيب أردوغان في تطبيق” النظام الرئاسي”؛ الذي يُكرس لديكتاتورية بغيضة ولحكم الفرد الذي يهدد ويتوعد ويقاضي ويهين كل من يختلف معه.
وقال عادل جور رئيس إحدى أبرز شركات استطلاعات الرأي الانتخابيّة في تركيا، إن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي حصل على أصوات حتى من القوميين الأتراك من أجل اجتياز العتبة الانتخابية، ما يعني أن خطابات الحزب لاقت قبولا وترحيبًا لدى بعض القوميين الذين من المفترض أنهم لا يرحبون بدعم القوميات الأخرى لا سيما الأكراد.
وفي تحليله لنتائج الانتخابات، قال جور: “حصل الشعوب الديمقراطية على 6.2 في المئة في الانتخابات العامة عام 2014. إلا أنه في هذه الانتخابات زاد من أصواته بنسبة أكثر من 100 في المئة؛ إذ إنه حصل على أربع نقاط من العدالة والتنمية ونقطتان من الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، ونقطة واحدة من الأحزاب الأخرى. لدرجة أنه حصل على أصوات حتى من حزب الحركة القومية، أي أن بعض ناخبي الحركة القومية صوّتوا له من أجل اجتياز العتبة الانتخابية”.
وأضاف: “هناك نسبة من الأصوات ذهبت من العدالة والتنمية إلى الحركة القومية. كما ذهبت إليه نصف نقطة من الشعب الجمهوري. كما أن عدداً مرموقاً من الناخبين الأكراد العلويين صوتوا لصالحه”.
وتابع: “ذهبت أصوات الأكراد المحافظين هذه المرة إلى الشعوب الديمقراطية بدلا عن العدالة والتنمية الذي خسر نحو 9 في المئة من الأصوات في إسطنبول”.