أنقرة، تركيا (أ ب) – حددت الشرطة التركية أن أحد الانفجارين المميتين في حشد انتخابي لحزب تركي يوم الجمعة ناجم عن مادة تي إن تي، وأن الانفجارين تضمنا “آليات هواتف جوالة”، وفقا لما قاله وزير في الحكومة اليوم السبت. وقتل في الانفجارين شخصين.
جاء الانفجاران في وقت مضطرب تجري فيه تركيا غدا انتخابات برلمانية والتي تعد أصوات الأكراد فيها حاسمة لتحديد ما إذا كان الحزب الحاكم سيحصل على الأغلبية الكبيرة التي يسعى إليها أم لا.
وقال وزير الزراعة مهدي إيكر، وهو من ديار بكر حيث وقع الانفجاران يوم الجمعة، إن 80 شخصا بينهم شرطيان، تلقوا العلاج في المستشفى.
وحالة معظم المصابين غير حرجة لكنهم تلقوا العلاج من جروح ناجمة عن شظايا. وهناك ثمانية حالتهم حرجة ويتلقون العلاج، بحسب إيكر.
وكانت تقارير أولية قالت إن جهازا كهربائيا انفجر، غير أن رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو قال في تصريحات نشرت السبت إن الانفجارين كانا عملين تخريبيين واستفزاز.
يسعى حزب العدالة والتنمية الحاكم المنتمي إليه داوود أغلو، إلى الحصول على أغلبية كبيرة تتيح له تغيير دستور تركيا ونقل صلاحيات رئيس الوزراء التنفيذية إلى الرئيس رجب طيب أردوغان في نظام رئاسي جديد. وإذا حصل حزب الشعوب الديمقراطية الكردي على الحد الأدنى – 10 بالمائة من الأصوات- اللازمة لشغل مقاعد في البرلمان، فسيعيق بوضوح هذا الاحتمال.
وفي اعقاب تفجيري الجمعة قال أردوغان إنه حاول الاتصال بصلاح الدين دمرتاش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، لتعزيته ومواساته والتنديد بالهجوم إلا أن دمرتاش لم يرد على اتصالاته.
واليوم السبت قال دمرتاش في خطاب عقب التفجيرين إن أردوغان “لم ينطق بكلمة واحدة عقب هذا الهجوم الوحشي”.
وأضاف “لقد حاول التواصل معي عدة مرات لكن سواء توصل إلي أم لا فهذا ليس أمرا مهما”.
كانت حملة حزب الشعب الديمقراطي هدفا لهجمات أخرى، من بينها تفجيران في مقرين محليين للحزب واللذين أسفرا عن إصابة ستة أشخاص الشهر الماضي. واتهم حزب الشعب الديمقراطي أردوغان بأنه جعل الحزب مستهدفا بسبب الهجوم المستمر على الحملة.
كما هاجم أرودغان وسائل الإعلام الأجنبية. واتخذت انتقاداته اللاذعة اليوم السبت – وليس تلك المرة الأولى – منحى معاد للسامية، حيث هاجم صحيفة نيويورك تايمز وصحفا أجنبية أخرى لانتقادها له.
وقال “نيويورك تايمز التي تنشر في الولايات المتحدة، مالكوها معروفون. لسوء الحظ، إنه رأس المال اليهودي”.
وفي مرحلة متأخرة من الحملة رد أردوغان بانفعال مستنكرا انتقادات المعارضة لأحد الرموز الملموسة لسعيه لترسيخ رئاسته، وهو قصر رئاسي فخم مكون من 1150 غرفة شيده عندما كان رئيسا للوزراء ويقيم به الآن كرئيس.
ومشتكيا من غزو الصراصير لمكتبه القديم، قال أردوغان “لا محل لأي تساؤلات عن البذخ عندما يتعلق الأمر بالتمثيل (الرئاسي)”.
وجعلت أحزاب المعارضة إنفاق أردوغان على القصر محور حملتها وسط الاستعدادات لانتخابات الأحد البرلمانية، ما أجبره على اتخاذ موقف دفاعي. وقد نفى الأسبوع الماضي أن أغطية مقاعد مراحيض القصر مكسوة من الذهب.
وكان أردوغان قد انتقل إلى القصر عقب انتخابه رئيسا في اغسطس آب. ومنح القصر الرئاسي السابق لرئيس الوزراء مقرا لإقامته.