علي بولاج
لاشك في أن نتائج انتخابات 7 يونيو (بعد غد الأحد) ستكون منعطفا في السياسة التركية عموما والكردية خصوصا. والنتيجة التي سيحققها حزب الشعوب الديمقراطية سترسم شكلا جديدا للمشكلة الكردية والسياسة الكردية. وذلك على النحو التالي:
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ] وصلنا إلى مرحلة بات الجميع يدرك فيها أن الدولة التركية ولو استخدمت كل امكانياتها لا تستطيع توجيه الحركة السياسية الكردية وفق ما يحلو لها. وهذا ما قاله رؤساء أركان الجيش في السابق. كما أصبح العمال الكردستاني على يقين بعدم امكانية بلوغه مبتغاه باستخدام السلاح إلى النهاية. فالظروف جعلت دولة تركيا والعمال الكردستاني يبحثان عن طرق جديدة للحل.[/box][/one_third]يمكننا أن نقسم السياسة الكردية إلى قسمين؛ الأول إيجابي والآخر سلبي. ومن ناحية علم السياسة فإن السياسة السلبية هي التي تقودها منظمة غير قانونية مسلحة، والحروب بين الدول نوع من السياسة السلبية، فالحركة السياسية الكردية بدأت سلبية من خلال الصراع الذي قادته منظمة حزب العمال الكردستاني المسلحة.
أما السياسة الإيجابية فهي قانونية يقوم بها حزب قانوني ديمقراطي. وكان هناك 5 أحزاب كردية على الأقل في هذه السياسة، آخرها حزب الشعوب الديمقراطية.
والنقطة المهمة والأساسية التي تميز الحركات الانفصالية مثل التي في إسبانيا وإيرلندا عن السياسة الكردية هي بداية الحركات السياسية في هاتين الدولتين إيجابية ثم تحولها إلى سلبية بسبب فشل السياسة الإيجابية. لكن السياسة الكردية في تركيا على العكس من ذلك. إذ اختارت الطريقة السلبية أولا ثم انتهجت السياسة الحزبية الإيجابية بعد مرحلة منذ مطلع التسعنيات. ولذلك فإن أحزاب الحركة السياسة الكردية مضطرة لتبني استراتيجية وأولويات العمال الكردستاني المسلحة. وهذا تعبير عما يجري على أرض الواقع في السياسة الكردية والمشكلة الكردية في تركيا.
وقد وصلنا إلى مرحلة بات الجميع يدرك فيها أن الدولة التركية ولو استخدمت كل امكانياتها لا تستطيع توجيه الحركة السياسية الكردية وفق ما يحلو لها. وهذا ما قاله رؤساء أركان الجيش في السابق. كما أصبح العمال الكردستاني على يقين بعدم امكانية بلوغه مبتغاه باستخدام السلاح إلى النهاية. فالظروف جعلت دولة تركيا والعمال الكردستاني يبحثان عن طرق جديدة للحل. والتطورات العالمية وما وصلت إليه المنطقة برمتها جعلت تركيا والرأي العام الكردي يلجآن إلى مسيرة السلام. وهنا ظهرت الحركة السياسية الكردية الإيجابية أي حزب الشعوب الديمقراطية، وقد تبين أن لهذا الحزب قاعدة اقليمية ودولية قوية. وهناك رأيان مهمان لجناح قوي بين الأكراد. أحدهما: “لا يمكن للأكراد أن يتخلوا عن تركيا، ولكن في نفس الوقت لا يمكن قبول الوضع الراهن الذي فرضته دولة تركيا على الأكراد منذ تأسيس الجمهورية التركية. وبالتالي علينا أن نحل مشاكلنا تحت سقف تركيا الواسع”. [one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]إن انتخابات 7 يونيو عتبة حرجة. وأكبر حاجز أمام الحركة السياسية الكردية هو العتبة الانتخابية. ونسبة 10% من الأصوات نسبة عالية وغير عادلة في الحقيقة. فهذه العتبة فُرضت كي لا تصبح الحركة السياسية الكردية مشروعة. وهذا ما فعله النظام العسكري بعد انقلاب 12 سبتمبر/ أيلول 1980 بحق الرؤية الوطنية. فإن تخطت الشعوب الديمقراطية العتبة الانتخابية سيقاوم العدالة والتنمية كثيرا.[/box][/one_third]والآخر: “إن ما توصلنا إليه من خلال الكفاح المسلح لا يمكن أن يتقدم أكثر من هذا الحد. ويجب بعد هذه المرحلة أن نعتمد على السياسة القانونية بعد ما حققنا حتى الآن. وسنعمل على حل مشاكلنا تحت سقف البرلمان من خلال حملة ديمقراطية قوية”. وهذا ما جعل حزب الشعوب الديمقراطية يحظى بمكانة معتبرة في الرأي العام التركي والكردي على حد سواء، وبعث فيه الأمل بأنه يستطيع تخطي العتبة الانتخابية، وليس كونه عاملا مهما لقطع الطريق على العدالة والتنمية فقط.
وإن انتخابات 7 يونيو عتبة حرجة. وأكبر حاجز أمام الحركة السياسية الكردية هو العتبة الانتخابية. ونسبة 10% من الأصوات نسبة عالية وغير عادلة في الحقيقة. فهذه العتبة فُرضت كي لا تصبح الحركة السياسية الكردية مشروعة. وهذا ما فعله النظام العسكري بعد انقلاب 12 سبتمبر/ أيلول 1980 بحق الرؤية الوطنية. فإن تخطت الشعوب الديمقراطية العتبة الانتخابية سيقاوم العدالة والتنمية كثيرا. كما أن ذلك في مصلحة معارضي العدالة والتنمية الآخرين. وأنا أرى أن أهم ما في الأمر إن تخطى الشعوب الديمقراطية العتبة الانتخابية هو:
أولا: سيتمكن الشعوب الديمقراطية من إعادة هيكلة السياسة الكردية من خلال نجاحها. وبالتالي ستفقد طريقة استعمال العنف أهميتها.
ثانيا: ستتّحد أصوات الأغلبية الكردية التي تلعب دورا فعالا في الحركة السياسية الكردية مع الرأي العام التركي. وسيسعى الأكراد لحل مشاكلهم بالطرق الديمقراطية.
وتحقيق ذلك مهم بالنسبة لمستقبل تركيا خاصة والمنطقة عامة. فالحركة الكردية إما أن تتكامل مع تركيا أو تندفع نحو الانفصالية. وهذا مرهون بقرار الناخبين الأتراك في هذه الانتخابات.