يانجون 2 يونيو حزيران (رويترز) – قالت ميانمار إنها ترافق
قاربا مكتظا على متنه 727 مهاجرا كانت تبقيه في عرض البحر لعدة
أيام إلى مكان “آمن” للتحقق من هوياتهم.
وقال وزير الاعلام في ميانمار يي هتوت لرويترز عبر الهاتف
“بدأت العملية. سينقلون إلى مكان آمن.”
ولم يذكر أي تفاصيل عن المكان “لأسباب أمنية وتتعلق بالسلامة”.
وكان عثر على المهاجرين يوم الجمعة في قارب صيد. وقال هتوت إن
البحرية زودتهم بالطعام والمياه.
وفي وقت سابق قال يي هتوت إن بحرية ميانمار ستنقل القارب إلى
مياه بنجلادش الأمر الذي دفع الحكومة البنغالية للتشديد على أنها
لن تستقبل سوى من تتأكد أنهم مواطنيها فحسب. لكن الوزير أوضح
تصريحاته في وقت لاحق بالقول إن ميانمار ستجري عملية التحقق من
الهويات أولا.
وعثر على المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في بحر أندامان يوم
الجمعة على متن قارب صيد مكتظ تسربت إليه المياه.
وكانوا بين ما يقدر بنحو ألفي شخص معظمهم من مسلمي الروهينجا
من ميانمار وبنجلادش قالت الأمم المتحدة إنهم ربما يزالون في عرض
البحر بعد أن تخلت عنهم عصابات تهريب البشر منذ بدأت تايلاند حملة
ضدها الشهر الماضي.
وسلم جنرال تايلاندي اتهم بالتورط في تهريب البشر نفسه
للسلطات اليوم الثلاثاء وهو أهم شخصية بين عشرات المشتبه بهم
المطلوبين في إطار حملة للقضاء على نشاط غير مشروع شهد ازدهارا في
السنوات الأخيرة.
وتقول الشرطة إن 51 شخصا اعتقلوا حتى الآن في حملة تمضخت أيضا
عن الكشف عن عشرات المقابر في الغابات على طول الحدود بين تايلاند
وماليزيا.
وقال اللفتنانت جنرال مانوس كونجبان إنه على استعداد للمثول
للمحاكمة.
وقال للصحفيين عبر الهاتف اليوم الثلاثاء أثناء توجهه إلى موقع
للشرطة في بيدانج بيسار وهي بلدة على الحدود التايلاندية الماليزية
ازدهر فيها التهريب “أطلب العدالة. أنا على استعداد للتعاون بشكل
كامل مع المسؤولين بكل الطرق.”
*”بنغاليون”
وصفت حكومة ميانمار في بادئ الأمر المهاجرين على متن القارب
المكتظ بأنهم “بنغاليون” وهو مصطلح تستخدمه للإشارة لمواطني
بنجلادش وللروهينجا وهم أقلية مسلمة لا تحمل جنسية وتعيش في ولاية
راخين بميانمار. ويقدر عدد أفراد الروهينجا بنحو 1.1 مليون شخص.
وترفض ميانمار استخدام كلمة روهينجا وتصر على أن معظمهم
مهاجرون من بنجلادش بشكل غير مشروع. ويعيش الروهينجا في ظروف تشبه
الفصل العنصري وتعاملهم الأغلبية البوذية في راخين باحتقار.
وخروج الروهينجا الذين يقولون انهم يهربون من الاضطهاد هو قضية
حساسة بالنسبة لميانمار التي تتعرض لضغوط دولية لمنح الجنسية
للروهينجا لكنها تواجه خطر غضب داخلي إذا اعترفت بهم ضمن عشرات
الاقليات التي تعيش فيها.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الاثنين إنه يتعين على
ميانمار أن تضع حدا للتمييز ضد الروهينجا حتى تنجح ديمقراطيتها
الوليدة.
وأبلغ ضابط بحرية طلب عدم نشر اسمه رويترز يوم الأحد أن بعض
المهاجرين على متن القارب المكتظ يستطيعون الحديث بلكنة تستخدم في
راخين لكن لا تستخدم على نطاق واسع في بنجلادش.
وفي داكا أوضحت وزارة الخارجية موقفها.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية طلب عدم نشر اسمه “من يثبت
أنهم مواطنون بنغال سنعيدهم إلى بلادنا. لكن علينا أن نتحقق من
هوياتهم أولا.”
وقال منظمة الهجرة الدولية إنها تشعر بالقلق من احتمال نقل
القارب إلى مياه بنغالية.
وقال المتحدث باسم المنظمة ليونارد دويل خلال مؤتمر صحفي في
جنيف “هذا يعيدنا إلى القضية التي تشغلنا كثيرا خلال الأسبوعين
المنصرمين وهو أن هؤلاء المهاجرين المهربين لا توفر لهم أماكن
مناسبة للنزول ويواصلون المعاناة على متن هذه القوارب.”
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)