باريس 2 يونيو حزيران (رويترز) – أيدت دول غربية وعربية تنفذ
ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية خطة العراق اليوم الثلاثاء
لاستعادة اراض من التنظيم المتشدد بعدما اتهمها رئيس الوزراء
العراقي بعدم عمل ما يكفي لمساعدة بغداد في دحر المقاتلين
المتشددين.
واجتمع حوالي 20 وزيرا من دول التحالف مع رئيس الوزراء العراقي
حيدر العبادي في باريس لأهداف منها اقناع حكومته التي يقودها
الشيعة باصلاح العلاقات مع الاقلية السنية في العراق لتعزيز حملته
ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
لكن رغم استعراض الوحدة بدا أن العبادي يرفض الاشارات إلى أن
بغداد لا تعطي اهتماما كافيا للمصالحة مع السنة. وأضاف أن العالم
“خذل” العراق مسلطا الضوء على العدد الكبير من المتطوعين في صفوف
تنظيم الدولة الاسلامية الذين دخلوا العراق من دول أعضاء في
التحالف.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد الاجتماع “اتاحت
لنا المحادثات تأكيد وحدتنا وتصميمنا المشترك على قتال إرهابيي
الدولة الإسلامية.”
واضاف للصحفيين “لا يمكن فصل هذه الاستراتيجية العسكرية عن
تنفيذ مصالحة سياسية في العراق.” وقال “لا يوجد.. العسكري على جانب
والسياسي على الجانب الآخر.”
وقال العبادي إنه ملتزم بالتقارب السني الشيعي لكنه اتهم
التحالف الدولي بعدم عمل ما يكفي للتعامل مع تنظيم الدولة
الاسلامية الذي اجتاح مساحات كبيرة في شمال العراق وغربه في 2014
ويسيطر الآن على حوالي ثلث البلاد.
وأضاف ان العراق يمكن ان يقدم تضحيات لقتال الدولة الاسلامية
لكن التحالف الدولي يجب أن يساعده.
وقال العبادي إن قواته تحقق تقدما ضد التنظيم المتشدد لكن
بغداد تحتاج بصورة ملحة من التحالف مزيدا من معلومات المخابرات
والاسلحة ومنها أسلحة مضادة للدبابات.
وذكر أن بغداد تلقت القليل من الأسلحة أو الذخيرة رغم تعهدات
التحالف بتقديم المزيد. وقال إن العراق يعتمد على نفسه في هذه
الصدد. وأشار إلى أنه ينتظر موافقة الأمم المتحدة لشراء أسلحة من
إيران وروسيا.
وقال إن الحملة الجوية مفيدة بالنسبة للعراق لكنها ليست كافية
وإن تنظيم الدولة الإسلامية متحرك ويتنقل في مجموعات صغيرة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي تحدث للمؤتمر عبر
الهاتف إن واشنطن ستبدأ تسليم صواريخ مضادة للدبابات للجيش العراقي
هذا الأسبوع.
ومنيت الحكومة العراقية الشهر الماضي بأسوأ انتكاسة عسكرية منذ
قرابة عام حين سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الرمادي من
الجيش العراقي. والرمادي عاصمة محافظة الأنبار التي يغلب السنة على
سكانها. وتبعد المدينة حوالي 90 كيلومترا فقط إلى الغرب من بغداد.
ومنذ سقوط الرمادي تعزز القوات الحكومية وجماعات شيعية مسلحة
متحالفة معها مواقعها حول المدينة. وينفر الكثير من أبناء السنة في
العراق من التنظيم المتشدد لكنهم يخشون أيضا المقاتلين الشيعة بعد
سنوات من الاقتتال الطائفي العنيف.
وتشمل الخطة لاستعادة الرمادي التعجيل بتدريب وتجهيز عشائر
سنية محلية بالتنسيق مع سلطات الأنبار وتوسيع التجنيد في الجيش
العراقي وضمان أن تعمل كل القوى المرتبطة تحت قيادة بغداد.
ولا يمكن للعبادي وهو شيعي معتدل إقناع العشائر السنية بقتال
تنظيم الدولة الإسلامية إلا إذا أظهر قدرته على السيطرة على
الجماعات الشيعية المسلحة القوية التي يعتمد عليها الآن.
ويستفيد المقاتلون الشيعة من الخبرة الميدانية للمستشارين
العسكريين من ايران اكبر قوة شيعية.
وفي إشارة إلى الانقسامات المستمرة انتقدت حكومة كردستان
العراق شبه المستقلة بغداد لاستبعادها من اجتماع باريس وقالت إن
التجاهل يمثل استهانة بتضحيات قوات البشمركة الكردية التي تقاتل
ايضا تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي علامة أخرى على التوتر الداخلي ألغي اجتماع للعشائر السنية
في باريس وقال الشيخ جمال الضاري وهو زعيم لعشيرة الزوبع البارزة
إن العبادي لا يمكنه الوفاء بتعهداته لأنه ألعوبة لايران.
وقال إنه ينبغي أن تكون هناك مصالحة حقيقية تشهد توصل الشعب
العراقي لحل سياسي لما يحدث وعندها سيتخلص السنة من تنظيم الدولة
الاسلامية.
لكنه أضاف أن السنة لن يتخلصوا من الدولة الاسلامية ليحل محلها
قاسم سليماني في بغداد مشيرا الى قائد قوة القدس في الحرس الثوري
الايراني الذي اصبح ظهوره مألوفا على الجانب الشيعي في ميادين
القتال في العراق.
(إعداد عماد عمر للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)