إسطنبول (زمان عربي) – يعد حي “ساريير” الذي يطل على مضيق البوسفور والواقع في القسم الشمالي من الشطر الأوروبي من مدينة إسطنبول انعكاسًا للماضي بفضل المباني والوحدات السكنيّة التي تطل على القسم الساحلي نظرا لطبيعة أرض هذه المنطقة الوعرة.
وتبدأ حدود المنطقة الساحلية لمنطقة ساريير من منطقة “أشيان” الواقعة في الجزء الأمامي من حي “بيبك” وتمتد حتى سواحل البحر الأسود التي تضم منطقة “كيليوس”. وتختلف أسعار العقارات في هذه المنطقة التي ترتفع فيها المباني التي تعادل قيمتها قيمته الذهب في كل كيلومتر على أرضها وذلك حسب مواصفات المباني ومواقعها.
ودفع مرور مسار جسر مضيق البوسفور الثالث في إسطنبول من داخل حدود منطقة ساريير الأسعار بالمنطقة إلى الارتفاع أكثر. كما أن افتتاح نفق “ساريير-تشايرباشي” قبل ثلاث سنوات أضفى على المنطقة انتعاشا كبيرا.
وأوضح خبراء تقييم سوق العقارات أن أسعار العقارات في الأحياء الواقعة على مداخل النفق ومخارجه زادت خلال ثلاث سنوات بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40 في المئة على الأقل. وأنه عند الاطلاع على المعطيات الأولى لعام 2015 في إسطنبول التي تبلغ فترة الاستهلاك فيها 14 عاما نرى أن منطقة “ساريير” من بين الأحياء التي زادت فيها الأسعار بشكل كبير؛ إذ زاد سعر المتر المربع في هذه المنطقة بنسبة 9.1 في المئة مطلع عام 2015.
ومنطقة “ساريير” لا تطرأ عليها أية تغييرات من الناحية الشكليّة نظرًا لأنها تحتل الواجهة الأمامية لمضيق البوسفور. إلا أنه يتم الإعلان بصورة متتالية عن مشاريع جديدة في منطقتي “معدن” و”زكريا كوي” الواقعتين في الجزء العلوي منها.
كما أن المباني الحديثة التي سترفع من سعر منطقتي “دميرجي كوي” و”أوسكومرو كوي” على المدى البعيد ستكون عاملا في جذب سكان جدد للمنطقة، وهو ما يعني زيادة الكثافة السكانية لمنطقة “ساريير”.
ويرى خبراء سوق العقارات الذين يراقبون عن كثب التغير الذي يطرأ على المنطقة أن أسعار العقارات في منطقة “ساريير” ستزيد بنسبة 40 في المئة كحد أدنى على المدى المتوسط بمجرد الانتهاء من أعمال جسر إسطنبول الثالث.
كما أنه من المتوقع زيادة أسعار الأراضي الواقعة في مناطق “زكريا كوي” و”أوسكومرو كوي” و”دميرجي كوي” بنسبة 25 في المئة على الأقل.
ولفت الخبراء إلى عدم استخدام الأراضي في منطقة “تشايرباشي” نظرًا لأنها تضم عددا كبيرا جدا من العشوائيّات. هذا فضلا عن أن المسؤولين يخططون لإعادة هيكلتها وتخطيطها.