إسطنبول (زمان عربي) – أعاد الكاتب الصحفي جان دوندار رئيس تحرير صحيفة “جمهورييت” إلى الأذهان مرة أخرى واقعة استيقاف شاحنات المخابرات التركية الاستخبارات المحملة بالأسلحة والمتجهة إلى سوريا عن طريق نشر مقاطع فيديو لعملية تفتيش تلك الشاحنات والتي كشفت عن وجود أسلحة وذخيرة مخبأة خلف صناديق المساعدات الطبية.
وكان رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوداوغلو زعما طوال الفترة الماضية أن الشاحنات كانت تنقل مساعدات إنسانية وطبية للقبائل التركمانية في شمال سوريا.
وأكد عدد من أهالي القبائل التركمانية في شمال سوريا أن الأسلحة لم تصل إليهم. ونفت مصادر تركمانية في سوريا، رفضت الإفصاح عن هويتها، ادعاءات حكومة حزب العدالة والتنمية التي تصر على أن الشاحنات كانت في طريقها لإيصال أسلحة وذخيرة للقبائل التركمانية التي تقاتل في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
وأكد المصدر أن الجميع يعرف جيدا أن تلك الشاحنات لم تكن في طريقها لقبائل التركمان كما يُزعم، قائلا: “إذا كنتم حقا تفكرون في التركمان، تفضلوا، فالتركمان يقتلون في بلدة تشوبان بيي على بعد 10 أمتار من الحدود مع تركيا. فقد حاربوا ضد العدوان الغاشم بأعداد قليلة وأسلحة غير كافية. لماذا لم يساعدهم أحد. للأسف التركمان ليسوا في الحسبان بأية حال من الأحوال. وهذا واضح للجميع! فهم يعانون أقصى معاناة”. وهم يقولون: “نحن ضد أن تستغل قضيتنا في السياسة الداخلية. فأغلب مقاتلي داعش الذين يستبيحون دماء التركمان يعبرون إلى سوريا عبر الأراضي التركية، على مرأى ومسمع من الجميع. لا داعي للاختباء. وفي بعض الأحيان نفكر بقلق هل تركيا لاتزال صديقة لنا، أم أنها تحولت إلى عدو!”.
لا مجال لإرسال المساعدات
يعتبر من الصعب، بل من المستحيل إرسال المساعدات من تركيا إلى بلدة بايير بوجاق التابعة لمدينة اللاذقية، ذات الأغلبية التركمانية، عن طريق الشاحنات. وذلك لأن داعش يسيطر على معبر باب السلامة، وكذلك جبهة النصرة تسيطر على معبر باب الهوى الواقع في مقابل معبر جيلفاجوزو وبلدة الريحانية التركية. فضلا عن ارتفاع نسبة المخاطر بشكل كبير في تلك المناطق، والنظريات العسكرية التي تؤكد صعوبة تمرير شاحنات ومساعدات بهذا الحجم عبر المعابر الحدودية إلى الجانب الآخر.
كما أن معبر مرشد بينار الواقع على الحدود التركية مع بلدة كوباني السورية، ومعبر جيرميلي الواقع على حدود بلدتي نصيبين والقامشلي، ومعبر شينيورت الواقع في مدينة ديربيسيه، وكذلك المعابر الواقعة على الخط الواصل بين بلدتي جيلان بينار والرسولين تقع جميعها تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD). لذلك فإن أي محاولات لإرسال الشاحنات دون العبور من النقاط الأمنية لكل من داعش أو جبهة النصرة أو حتى الجبهة الإسلامية السورية، يعتبر ضربا من المحال. فضلا عن أن العبور من المعابر الحدودية المسيطر عليها من قبل الاتحاد الديمقراطي الكردي غير ممكن بالمرة.