أنقرة أول يونيو حزيران (رويترز) – قال زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا في مقابلة إن تركيا فقدت السيطرة على حدودها من خلال فتحها للاجئين السوريين وإنها عزلت عن الساحة العالمية من خلال تدخلها في شؤون جيرانها.
وقال كمال كيلجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني إن تأييد تركيا لما وصفها بأنها جماعات المعارضة المتشددة في سوريا أدى إلى كسر تقليد متمثل بالحياد وجعل تركيا مكشوفة أمام الأخطار.
وقال لرويترز في مقابلة قبل أسبوع من الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في السابع من يونيو حزيران “إن سياسة تركيا الخارجية جعلتها معزولة أكثر من أي وقت مضى… من جانب الاتحاد الأوروبي ومن الشرق الأوسط.”
وأضاف بعدما تحدث أمام عشرات الآلاف من المؤيدين الذي يحملون الأعلام في العاصمة أنقرة أمس الأحد “إن الحكومة الحالية تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بصورة مباشرة.. وهذا متناقض مع ماضينا ومع ثقافتنا.”
وحزب الشعب الجمهوري هو أقدم الأحزاب السياسية في تركيا وأسسه مصطفى كمال أتاتورك أبو الجمهورية الحديثة. واعتبر على مدى طويل أنه الحافظ لما يسمى “الأتراك البيض” وهم النخبة المدنية التي أدارت تركيا على مدى جزء كبير من القرن العشرين.
ويخوض الحزب- وهو ثاني أكبر أحزاب تركيا- الانتخابات ببرنامج إصلاح اقتصادي وبمشروع لإصلاح العلاقات الدولية. ولكنه يلاقي صعوبات في الحصول على أكثر من 30 في المئة بسبب نقص الشعبية في صفوف بعض الجماهير المتدينة المتشككة في القيم العلمانية.
وتمثل رؤية الرئيس رجب طيب إردوغان للشرق الأوسط والإسلام السياسي وفي قلبه تركيا لعنة بالنسبة لأنصار حزب الشعب الجمهوري والديمقراطيين الاشتراكيين.
وقال كيلجدار أوغلو “إن عبء السياسية الخارجية التركية يقع على شعبنا. يوجد أكثر من مليوني سوري في تركيا كثير منهم يتسولون في الشوارع” محذرا من أن البعض “ربما يقوم بأعمال سرية”.
وأضاف “كان يمكن أن تنشئ الحكومة منطقة عازلة تبقي فيها اللاجئين. ولكنها اتبعت سياسة جعلت حدودنا مع سوريا منطقة عبور مجانية. وفقدنا السيطرة على حدودنا.”
وأصبحت تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية والذي ينتمي له إردوغان من أشد منتقدي الرئيس السوري بشار الأسد وضغطت من أجل ابعاده وسمحت للمعارضة السياسية بتنظيم صفوفها على الأراضي التركية وفتحت حدودها أمام اللاجئين.
وتقول سوريا وبعض الحلفاء الغربيين لتركيا إن أنقرة سمحت في إطار تعجلها سقوط الأسد بعبور أسلحة ومقاتلين ذهبوا للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد.
ونفت أنقرة مرارا تسليح مقاتلي المعارضة السورية أو مساعدة الإسلاميين المتشددين.
وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن حزب العدالة والتنمية سيبقى صاحب أكبر كتلة في البرلمان بفارق كبير لكنه قد لا يصل إلى الأغلبية البسيطة اللازمة لتجنب الدخول في ائتلاف.
واستبعد كيلجدار أوغلو أي فرصة لتشكيل ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية ما لم يظهر التزاما بمحاربة الفساد وأشار إلى فضيحة فساد مست الدائرة المقربة من إردوغان في ديسمبر كانون الأول 2013.
وقال “إذا أحال حزب العدالة والتنمية قضايا الفساد في فترة 17-25 ديسمبر (2013) إلى القضاء ثانية وتعهد بوضع كل الجناة أمام القضاة فستكون تلك قصة أخرى.”
ونقل آلاف من افراد الشرطة ومئات من القضاة والمدعين في أعقاب الفضيحة وأسقطت القضايا بعد ذلك.
وألقى إردوغان باللوم عن الفضيحة على حليفه السابق الذي اصبح عدوا فتح الله كولن وهو رجل دين تركي مقيم في الولايات المتحدة يحتفظ اتباعه بنفوذ في الشرطة والقضاء.
وقال كليجدار أوغلو إن المجتمع التركي أصبح أكثر استقطابا منذ تولى حزب العدالة والتنمية السلطة في 2002 وإن سجله بشأن حكم القانون وحرية التعبير والمساواة بين الجنسين تدهور كله.
وأضاف الموظف الحكومي السابق “فقدت تركيا الكثير من ديمقراطيتها في الأعوام الثلاثة عشر الماضية.”