من عبد الصبور وباريتوش بانسال
مزار الشريف (أفغانستان) أول يونيو حزيران (رويترز) – مع
اقتراب الشمس من الغروب وانعكاس أشعتها الهادئة على مروحة أنهكها
الدوران وسط مصابيح الإضاءة الملونة ودخان النرجيلة المتصاعد في
واحدة من نحو 12 حانة كاريوكي في مدينة مزار الشريف بشمال
أفغانستان يجلس عشرة شبان على الأرائك يستمعون لأغان بلغة الداري
ويصفقون على نغمات الموسيقى.
قال رجل الأعمال نجيب الله الذي يبلغ من العمر 27 عاما “أحضر
إلى هنا عادة في المساء بعد الانتهاء من عملي لأحتسي قدحا من الشاي
أو القهوة وأدخن النرجيلة وأستمتع.”
ومزار الشريف عاصمة إقليم بلخ وهي واحدة من آخر واحات الهدوء
في أفغانستان التي تمزقها الحرب.
ولكن كل ذلك قد يذهب مع الريح مع تقدم حركة طالبان في السنوات
الأخيرة في الأقاليم الشمالية. ويشعر سكان مزار الشريف بالقلق من
امتداد الحرب إلى مدينتهم.
قالت النشطة فارانجيس سوجاند عضو مجلس المدينة “كل شئ يتوقف
على الأمن… عندما ينعدم الأمن تنعدم الحياة.”
وفي التاسع من ابريل نيسان اقتحم متشددون مسلحون بقذائف
صاروخية وأسلحة أخرى محكمة في المدينة وقتلوا ثمانية أشخاص بينهم
قائد شرطة المنطقة.
وقال البنك الدولي إن اقتصاد الإقليم تباطأ كما هو الحال في
بقية أنحاء أفغانستان حيث تشير التقديرات إلى أن معدل النمو سجل
اثنين بالمئة في عام 2014 نزولا من 3.7 في المئة في عام 2013 وتسعة
في المئة في المتوسط من عام 2003 إلى عام 2012 .
وفي مزار الشريف يشكو السكان من ارتفاع البطالة. وتنتشر
بالمكان مبان تحت الإنشاء دون أي مؤشرات على قرب استكمالها.
وقال سامي جان (28 عاما) وهو حداد يعيش في المدينة منذ ثمانية
أعوام إن حجم عمله تراجع إلى النصف منذ أن تولت حكومة جديدة السلطة
في كابول في العام الماضي.
ولا يدع سكان مزار الشريف القلق إزاء المستقبل الغامض أن
يمنعهم من الاستمتاع بالحياة.
وفي الساعة التاسعة والنصف مساء تتعالى الضحكات في مدينة ملاه
مع بدء الأرجوحة في الدوران في حين يستمتع الأطفال بركوب السيارات
الكهربائية والاصطدام ببعضهم بعضا.
وتفترش عائلات الأرض وتسترخي على النجيلة وهي تنعم بشعور
بالأمان داخل مدينة الملاهي التي يحرسها أفراد مسلحون ببنادق
الكلاشنيكوف.
قال نجيب الله الذي جاء مع زوجته وأطفاله الخمسة “عندنا هذا
المكان ليلا.. فلماذا لا نستمتع به؟”
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)