إزمير (تركيا) (زمان عربي) – يوما بعد يوم يحصد الإدمان والمواد المخدرة التي بدأت تستشري في عروق المجتمع التركي ضحية جديدة في صفوف الشباب دون تفرقة بين غني أو فقير. ذكر أو أنثى.
فقد شهدت بلدة بورن أوفا، التابعة لمدينة إزمير غرب تركيا، معاناة الأم نظيرة دويكو، أثناء محاولتها إنقاذ ابنها الأكبر، محمد أونور دمير، البالغ من العمر 19 عاما، من إدمان أحد المواد المخدرة التي بدأ تعاطيها منذ أن كان عمره 12 عاما.
وأكدت دويكو أنها ليست الوحيدة، وأن بلدتها تضم الكثير من الأمهات اللاتي يعانين ما تعانيه هي وتبذل كل ما أوتيت من قوة من أجل إنقاذ أبنائها من المواد المخدرة، إن لم يكن منهم من فقد أحد ابنائه بالفعل.
لم تستطع الأم دويكو أن تحبس دموعها أثناء سرد قصة معاناتها مع ابنها الذي فقد حياته في أحد المستشفيات بعد أن دخل في غيبوبة بعد استنشاق الغاز، قائلة: “ربطت ابني بالجنازير والسلاسل، وحاولت أن ألقي به في السجن… لم أترك بابا إلا وطرقته في سبيل علاجه، لكنني لم أفلح في ذلك، لم أستطع إنقاذه. وأخاطب الأمهات والأسر التي تكافح بمفردها مثلي: قدموا مساعداتكم لأطفال غيركم حتى ينقذ أبناؤكم أنفسهم مما يعانون منه. ولا تستسلموا قط!”.
بدأت الواقعة عندما تم نقل محمد أونور دمير، البالغ من العمر 19 عاما، في 21 مايو/ آيار الجاري، إلى مستشفى أصلانجاك الحكومي بعد تدهور حالته الصحية إثر تعاطيه المواد المخدرة لفترة طويلة منذ أن كان في عمر 12 عاما. نقل بعد ذلك إلى غرفة الرعاية المركزة في أحد المستشفيات الخاصة بمنطقة كارشياقا التابعة لمدينة إزمير. إلا أنه على الرغم من التدخلات الطبية والإسعافات الأولية التي نجحت في إعادة الحياة لقلبه مرة أخرى، لم تفلح في إبقائه لفترة طويلة على قيد الحياة.
وأكدت الأم دويكو أن المادة المخدرة التي كان يتعاطاها ابنها تباع بعلم الجميع في المدارس الابتدائية. وخاطب الأمهات، قائلة: “إن المادة المخدرة التي يتعاطاها ابني كانت من الممكن أن تدمر الآخرين، أو من الممكن أن تصل إلى دماء الآخرين أيضًا. فعلى الأمهات أن يقدمن يد العون لأطفال وأبناء غيرهنّ حتى يأتي اليوم وتجد من يُنقذ ابنائهنّ. لا تستسلمن قط! لأنه ألم تدمع له القلوب. أنا لم أخجل يوما واحدا من ابني. وبذلت قصارى جهدي من أجل إنقاذه، لكنني لم أفلح في ذلك. لماذا لم يتم الاهتمام به على الرغم من محاولاتي المستمرة؟ لماذا ردوني دائما دون جدوى؟ وقالوا لي لن نتمكن من علاجه لعدم وجود آثار المادة المخدرة في دمائه. لماذا لم يؤمن أحد بأن هناك أملا في شفائه؟”.