بقلم: عمر نور الدين
أردوغان لايتوقف.. إعلامه لايتوقف.. المنتفعون حوله أيضا لايتوقفون.. نعم هم لايتوقفون عن الكذب. ولايتوقفون عن استخدام آلام الناس وجراحهم وتوظيفها لما يحقق لهم مصلحتهم.. يقدمون الكذب بتفرعاته.. يلقون الكذبة تلو الأخرى ككرة اللهب في حقول القمح ثم يهربون تاركين لمن يريد إطفاء النار أن يتقدم وأن يبذل كل ما في وسعه لإخمادها.. وهكذا يستنزفون الشعب التركي بكذب لايتوقف.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ] لم يتورع إعلام أردوغان عن القول بأن“ الإدارة الانقلابية“ في مصر تستهدف المدارس التركية .. لقد وجدها فرصه لتشويه الإدارة المصرية وتوظيفها في الحملة الانتخابية للعدالة والتنمية على الرغم من الجهود الضخمة التي يبذلها أردوغان لإغلاق هذه المدارس، والتي لم تلق أية استجابة في أنحاء العالم، فجأة أصبحوا يدافعون عنها ضد ما يسمونه بالإدارة الانقلابية[/box][/one_third]ومع أن أردوغان وإعلامه والمنتفعين من نزعاته الفردية الديكتاتوريه في تركيا لايكفون ليل نهار عن ترويج الكذب والافتراءات ضد حركة الخدمة والمفكر الإسلامي فتح الله كولن الذي تستلهم الحركة من فكره، ولا يتوقف أردوغان في كل جولاته خارج تركيا عن المطالبة بإغلاق المدارس التركية التي أسستها الخدمة بجهودها الذاتية في أكثر من 160 دولة حول العالم، لم يتورعوا عن استخدام إحدى هذه المدارس، وهي مدرسة صلاح الدين التركية الدولية في مصر لتوظيفها بشكل لا أخلاقي في الدعاية الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الذي يمر بمخاص عسير في الانتخابات البرلمانية التي ستشهدها تركيا بعد أيام بعد أن انكشفت صورته على حقيقتها في الشارع التركي كحزب يرعى الفساد والسرقة والرشوة ويتستر خلف الدين.
لم يتورع إعلام أردوغان عن القول بأن“ الإدارة الانقلابية“ في مصر تستهدف المدارس التركية .. لقد وجدها فرصه لتشويه الإدارة المصرية وتوظيفها في الحملة الانتخابية للعدالة والتنمية على الرغم من الجهود الضخمة التي يبذلها أردوغان لإغلاق هذه المدارس، والتي لم تلق أية استجابة في أنحاء العالم، فجأة أصبحوا يدافعون عنها ضد ما يسمونه بالإدارة الانقلابية.. ولم يأبهوا لما يمكن أن يقوله الناس عن هذا التناقض المتدني ما بين الحرب على هذه المدارس التي أصبحت رمزا لقوة تركيا الناعمة في العالم ومحاولات أردوغان المدفوعة بحقد دفين لإغلاقها وهدم إحدى نقاط قوة بلاده، وبين محاولة استغلالها من أجل مزايدات رخيصة يزج فيها باسم دولة أخرى هي مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي الذي يسميه أردوغان بقائد الانقلاب.
والحقيقة أن مصر وحكومتها لم يتخذا أية إجراءات لإغلاق المدارس التركية، وعددها 3 مدارس تعمل منذ عام 2009، ولم يفكر أحد في مصر في عرقلة نشاطها نظرا لالتزامها بالقانون ونظام وزارة التربية والتعليم في مصر، بل إن الأعجب والأغرب أن لبسا حدث دفع أحد المحامين في مصر إلى أن يقيم دعوى قضائية لإغلاق هذه المدارس لأنه اعتقد أنها تابعة للحكومة التركية وللرئيس رجب طيب أردوغان الذي لم يهدأ منذ تم عزل الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في عام 2013 عقب ثورة حاشدة طالبت بنزوله عن الحكم، معتبرا أن الإطاحة به كانت ضربة لمشروع هيمنته على الشرق الأوسط انطلاقا من مصر.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ] المهم الذي يجب أن نتوقف أمامه هنا، هو الطريقة التي يفكر بها أردوغان وإعلامه والتي تفوق الميكيافيللية بمراحل، والتي لو كان جوزيف جوبلز وزير دعاية هتلر، أشهر الكذابين على مر العصور، حيا لانحنى لقدرتهم الفذة على الكذب والانتهازية[/box][/one_third]المحامي سمير صبري، الذي اشتهر بقضايا الرأي العام في مصر والذ يقال عنه إنه أحد الساعين لتحقيق شهرة بهذا الشكل، لايملك معلومات دقيقة عن المدارس التركية ويعتقد أنها تابعة لأردوغان الذي يهاجم بلده، مصر، في كل مناسبة من أجل حصد مزيد من الأصوات للعدالة والتنمية في الانتخابات، واعتقد المحامي بناء على ذلك أن المدارس تابعة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وانساقت وراءه بعض الصحف في مصر في البداية، إلى أن تيقنت هذه الصحف بنفسها من مصادرها بأن هذه المدارس ليست تابعة لحكومة تركيا وأنها لاعلاقة لها بالإخوان المسلمين أو تنظيمهم الدولي، فبادرت إلى تصحيح موقفها وتقديم المعلومات الصحيحة عن المدارس التركية.
لكن المهم الذي يجب أن نتوقف أمامه هنا، هو الطريقة التي يفكر بها أردوغان وإعلامه والتي تفوق الميكيافيللية بمراحل، والتي لو كان جوزيف جوبلز وزير دعاية هتلر، أشهر الكذابين على مر العصور، حيا لانحنى لقدرتهم الفذة على الكذب والانتهازية، فمن ناحية فرحوا بهذا الخبر لأنهم ظنوا أن هناك تحركا في مصر ضد المدارس التركية، ومن ناحية أخرى حاولوا تقديم الأمر على أنه فضيحة لنظام السيسي الانقلابي في مصر من وجهة نظرهم، وبالتالي سعوا إلى استغلال قصة وهمية استغلالا مزدوجا، وألقوا بكرة النار في حقل القمح، وتركوا لإدارة المدارس التركية محاولة إطفائها، لكنهم بالطبع فعلوا ما يريدون تثبيته في أذهان الشارع التركي الذي يخادعونه ليل نهار من أجل الأصوات في الانتخابات.
حصيلة هذه القصة، التي أحدثت ضجة كفقاعات الصابون المتناثرة في الهواء، هي هزيمة جديدة لأردوغان، لأن المدارس التركية في مصر ستظل مفتوحة تحمل مشعل النور للأجيال، بينما ستتوارى جهود أردوغان لإغلاقها في زوايا النسيان، ومثلما هزم أردوغان في نيجيريا وبلغاريا وألبانيا ورومانيا، وفي دول أفريقية حاول شراءها بلقيمات يقمن صلب بعض مواطنيها الذين يتضورون جوعا، وخاب مسعاه في إغلاق هذه المدارس، سيخيب مسعاه في مصر ولن تغلق مدارس صلاح الدين هناك، بعدما اتضحت الأمور وتبينت الحقائق.. وسيقهر نور العلم الذي تقدمه هذه المدارس ظلام الجهل الذي يحاول أن ينشره إعلام أردوغان ويغشي به عقول أبناء تركيا.