حسين أوزصوي- صحيفة” طرف” التركية
أصبحت هوية الخاسرين في الانتخابات البرلمانية التركية المقبلة معروفة للجميع. فهم العاملون في وسائل الإعلام الموالية لأردوغان وحزب العدالة والتنمية. إذ من المتوقع أن تحدث حملات تصفية واسعة، عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات، سواء كانت النتائج لصالح حزب العدالة والتنمية أو ضده، كما سيفقد العديد من الأشخاص وظائفهم. وهناك من سيخسر مرتبه الشهري المعتبر، ومنهم من سيخسر منصبه الرفيع.
ومن المتوقع أن تكون تفاصيل عملية التصفية المرتقبة على النحو التالي:
يشير الصراع والشجار اللذين انطلقا نتيجة الانتقادات المستمرة من الكاتب الصحفي عبد القادر سيلوي بصحيفة” يني شفق” ،المعروفة بموالتها للرئيس أردوغان، ليغيت بولوت المستشار الاقتصادي لأردوغان وأدهم سنجق رجل الأعمال المقرب من أردوغان والذي يمتلك مجموعة من القنوات الإعلامية، إلى وصول حالة التوتر المستمر بالفعل في الإعلام الموالي منذ فترة طويلة إلى حالة من الانفجار.
يعود تاريخ بداية التوتر القائم بينهم إلى ما قبل 3 أو 4 سنوات ماضية، عندما غادر يغيت بولوت مجموعة جينير الإعلامية – التي تضم قناة تليفزيونية وصحيفة خبر تُرك – وتعيينه بعد ذلك بأحد المناصب الرفيعة بوساطة “رئاسة الوزراء” في مجموعة “ستار” الإعلامية (التابعة للرجل الأعمال المقرب من أردوغان أدهم سنجق). إلا أن هذا – وكما يبدو- لم ينل إعجابا من كبار أباطرة الإعلام وأصحاب الشأن فيه. إذ بدأوا أولا باستبعاد يغيت بولوت من الأمور المالية. وبذلوا ما بوسعم من أجل إخفاقه في مهمته. لكن، كل هذه العقبات لم تكن كافية لكبح جماح بولوت، الذي واصل صعوده حتى أصبح مستشارا لرئيس الوزراء وبعدها مستشارا لرئيس الجمهورية. إلا أن رونق المنصب وبريقه أيضًا لم يكن كافيا لكي ينسى ما تعرض له سابقا…
لم ينس بولوت ما تعرض له خلال فترة عمله في مجموعة ستار الإعلامية. وفي تلك الفترة بدأ بولوت ورجل الأعمال أدهم سنجق، صاحب المجموعة الإعلامية، يتحركان معا، نحو تصفية أباطرة الإعلام في المجموعة.
وأسفرت حملة التصفية التي أجريت في منتصف الليل، عن فصل كل من مصطفى كارا علي أوغلو، ومحمد أوجاكتان، ويوسف ضياء جوميرت. فبطبيعة الحال لم يتقبل الأباطرة هذه الحملة بحال من الأحوال، وزاد الطين بلة. ووصل الأمر إلى استقالة الصحفيين مثل أليف تشاكير وخاقان ألبيراق، اعتراضا وتنديدا بحملة الفصل هذه. تسبب هذا في تأجيج مشاعر الحقد والكراهية ضد كلٍ من يغيت بولوت وأدهم سنجق. وأمسى الوضع كالهشيم الذي ينتظر شرارة بسيطة لتلتهب النيران فيه.
4 توجهات أساسية…
ينقسم اتجاه الكتاب والمدراء داخل سفينة الإعلام الموالي لحكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان إلى 4 أقسام. القسم الأول، هم الأسماء المقربة من أردوغان قلبا وقالبا؛ وتتكون هذه المجموعة في الغالب من مجموعة الصحفيين العاملين في مجموعتي صباح وستار الإعلاميتين، من أمثال يغيت بولوت، وجيم كوتشوك، ومحمد بارلاص، ومحمود أوفور، وغيرهم من الأسماء المعروفة بموالاتها لأردوغان دون أي قيد أو شرط.
القسم الثاني: الكتاب الذين يحاولون أن يحافظوا على التوازن، وهم من يحاولون الموازنة بين رئيس الجمهورية أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوداوغلو. يضم هذا القسم مجموعة من الكتاب الموجودين في مجموعات جينير، ودوغوش، ويني شفق الإعلامية. ويبذلون جهودا كبيرة من أجل حماية مناصبهم ومقاعدهم من خلال التحرك مع أردوغان تارة، وداوداوغلو تارة أخرى.
القسم الثالث، يضم الصحفيين والكتاب الذين يُعرفون بالفريق الإعلامي لنائب رئيس الوزراء يالتشين أكدوغان، ورئيس المخابرات التركية خاقان فدان.
وعلى الرغم من عودة خاقان فيدان إلى منصبه مرة أخرى، بعد أن استقال لخوض الانتخابات البرلمانية وتراجعه، بدؤوا يُعرفون بأنهم “الموالون الجدد”، إلا أنهم سقطوا من الأعين وابتعدوا عن الأنظار. فقد تسبب قرار خاقان فيدان الاستقالة لخوض الانتخابات البرلمانية في حدوث حالة من الانكسار داخل الجهاز. وألقت هذه الحالة بظلالها على الكتاب والمراسلين داخل وسائل الإعلام المقربة من الحكومة. بينما يظل تأثير يالتشين أكدوغان واضحا على تلك المجموعات التي تحاول تسيير أمورها بتوازن بين جميع الأطراف.
سيعاد تشكيلها من جديدة!
إن وسائل الإعلام المقربة من حكومة حزب العدالة والتنمية، تدخل الانتخابات البرلمانية المقبلة مشتتة بسبب التطورات الأخيرة التي تعرضت لها.
ومن المتوقع أن تشهد وسائل الإعلام، هذه، حملة تصفية موسعة عقب الانتخابات العامة المقبلة. وبالفعل تم إعداد الخطة الخاصة بإعادة تشكيل مجموعتي صباح وستار الإعلاميتين من جديد. وبحسب الخطة المعدة سيتم إغلاق مكاتب عدد من الصحفين، لضمها إلى مكاتب أخرى.
على سبيل المثال؛ من المتوقع أن تبدأ مجموعتا أكشام وستار الإعلاميتان التابعتان لرجل الأعمال المقرب من أردوغان أدهم سنجق، العمل من مبنى واحد، وأن تشتركا في مصادر أخبارهما.
وكذلك ستشهد مجموعة صباح الإعلامية، خطوة شبية ضمن الحملة المقرر شنها عقب الانتخابات البرلمانية. كما سيتم فصل عدد من الصحفيين والكتاب. وهذه الخطة سيتم تطبيقها سواء خرج حزب العدالة والتنمية من الانتخابات فائزا أم خاسرا.