ويسل أيهان
سيتوافد الناخبون في تركيا يوم 7 يونيو/ حزيران المقبل على صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية ليدلوا بأصواتهم في استفتاء تاريخي سيحدد مستقبل بلدهم. وتشير استطلاع الرأي العام إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم لا يزال في المركز الأول، لكنه يعيش حالة كبيرة من فقدان القوة.
غير أن من يعرفون تركيا عن كثب يدركون جيدًا معنى التصويت للعدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة. ومن جانبنا سنوضح من خلال 16 نقطة أي أعمال الفساد والظلم والأخطاء سيوافق عليها من سيمنحون أصواتهم لحزب العدالة والتنمية.
1- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على بناء القصر الجديد بقيمة 5 مليارات ليرة (1.92 مليار دولار) المكون من 1100 غرفة، وشراء طائرة فاخرة بقيمة 436 مليون ليرة (167.7 مليون دولار)، في الوقت الذي يوجد فيه 30 مليون مواطن تركي بحاجة إلى المساعدة، هذا بطبيعة الحال فضلًا عن زيادة النفقات السرية عشرين ضعفًا وإنفاق ضرائب الشعب في أشياء غير ضرورية.
2- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على التدخل في الحرب الدائرة في سوريا وإرسال آلاف من الشاحنات المحملة بالأسلحة لإذكاء نيران الحرب، والخصومة مع جميع الجيران بما في ذلك جمهورية شمال قبرص التركية لتصبح تركيا في عزلة دولية رغم مجيئ الحزب إلى السلطة بشعار “لا مشاكل مع الجيران”.
3- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على احتجاز مئات الشرطيين الذين لم يكن لهم جرم إلا إلقاء القبض على اللصوص والمرتشين، وذلك حتى دون كتابة سطر واحد لمذكرة ادعاء بحقهم، وكذلك اعتقال قضاة ومدعين عموم شرفاء ليس في سجلهم تهمة واحدة بشكل مخالف للقوانين.
4- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على تقديم عمليات الكشف عن الفساد والرشوة في 17 و 25 ديسمبر 2013 بأنها محاولة انقلاب ضد الحكومة من خلال أكذوبة “الكيان الموازي” في الوقت الذي طالت اتهامات الفساد والرشوة بمليارات الدولارات زعيم الحزب وقياداته واستقال أربعة من وزرائه بسبب فضيحة الفساد.
5- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على عدم التورع عن الهجوم على المؤسسات التعليمية المحترمة التي أخرجت جيلًا من الطلاب الذين يحصدون الميداليات الأولمبية في حين أن المدارس الحكومية لم تحقق ولو جزءا ضئيلا من هذه الإنجازات. ووصلت فيه نسبة إدمان الطلاب في المدارس الثانوية على تدخين السجائر إلى 45% وإدمانهم للكحول إلى 32% وللمخدرات إلى 9% والموافقة على إعلان الحرب بحقد وانتقام شخصي على المدارس والمراكز التعليمية التي تتبنى في المقام الأول مكافحة هذه الآفات.
6- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على اعتقال رئيس مجموعة سامان يولو الإعلامية الصحفي هدايت كاراجا من خلال أكثر الادعاءات هزلية في تاريخ القضاء، والامتناع عن إطلاق سراحه بالرغم من قرار المحكمة، والعلم بأن ذلك انتهاك للدستور ومخالفة لحقوق الإنسان.
7- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على اعتقال الصحفي محمد بارانصو من خلال حجة واهية من أجل الحصول على دعم أفراد تنظيم أرجينيكون الانقلابي بعدما ساهم بارانصو بالأخبار التي نشرها في التخلص من الوصاية العسكرية، ولعب دورا على بقاء حزب العدالة والتنمية في السلطة ونجاته من الانقلاب العسكري الذي ثبت التخطيط له بأدلة قاطعة.
8- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على تأجيج أحداث جيزي بارك من أجل زيادة أصوات ناخبيه في الانتخابات، واستقطاب أفراد المجتمع وجعل الناس أعداء لبعضهم البعض من خلال وصفهم بعلوي وسني وأرميني، والتسبب في قتل 7 شباب من أبناء الوطن في سبيل تنفيذ مشروع لبناء مركز تسوق.
9- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على اتهام المدارس التركية المنتشرة في الخارج وتخدم في تعريف اللغة والثقافة التركية بالعمالة، والتنقل من دولة إلى أخرى من أجل إقناع المسؤولين في تلك الدول على إغلاقها، ومنع الملاعب والصالات الرياضية أمام أولمبياد اللغة التركية في حين فتحها أمام جميع حفلات الغناء الغربي والمغنّين من أمثال فرقة ميتاليكا وليدي جاجا وغيرهم.
10- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على إعلان الحرب على حركة الخدمة التي توجه الملايين من الناس إلى الخير والإحسان لاسيما وأن المنتسبين إليها لم تتلطخ أيديهم لا بالفساد ولا بالسرقة أو الرشوة. وشن حملات بواسطة مديري الأمن العاملين بالتعليمات والأوامر بدلا عن أداء مهامهم وفق القوانين ضد الجمعيات التي تجمع المساعدات وتقدمها للمحتاجين في مدينتي مانيسا وكونيا واعتقال بعض المشاركين في هذا النشاط الخيري.
11- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على إعلان الحرب على جمعية “هل من مغيث؟” (Kimse yok mu?) الخيرية التي تعمل في 113 دولة في مقدمتها قطاع غزة والصومال وأفغانستان وتقدم المساعدات المباشرة لنحو 300 ألف أسرة وتساعد عشرات الآلاف من الأسر الأخرى داخل تركيا، والحيلولة دون إتمام حملاتها في جمع التبرعات.
12- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على عدم تقديم أي اعتذار عن استهزاء أحد الوزراء بالقرآن الكريم بقوله “سورة البقرة المقرة” وعندما ينسب وزير آخر أوصافًا غير لائقة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويتجرأ زعيمه على نسب رحمة الله إلى نفسه ولا يصدر منهم ما يدل على الندم أو التوضيح أو التصحيح ولو بكلمة واحدة.
13- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على توجيه الإساءات مئات من المرات بلغة بذيئة وبأسلوب سفيه إلى عالم دين مثل الأستاذ فتح الله كولن الذي يحبه ويعجب به ويحترمه الملايين في داخل تركيا وخارجها، وبالتالي الإساءة إلى هؤلاء الملايين بطريقة غير مباشرة.
14- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على استخدام لغة معادية للسامية من أجل كسب أصوات الناخبين القوميين، في الوقت الذي يتاجر أبناء الزعيم مع إسرائيل سرًا من خلال عشرات السفن، وتقدّم الوقود على مدار أشهر إلى الطائرات الإسرائيلية التي شنت الغارات الجوية على قطاع غزة ونقض العهد بتقديم مساعدات إلى القطاع وعدم الوفاء بالعهد إلا نسبته 1%.
15- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على تحويل شركات مثل الخطوط الجوية التركية وشركة الاتصالات توركسيل وبعض المؤسسات التابعة للدولة إلى ملك خاص، هذا فضلًا عن تعيين الآلاف من أنصار الحزب الحاكم بالواسطة في المصالح الحكومية كموظفين ومسؤولين دون الخضوع لاختبارات الكفاءة، وكذلك تعيين عشرات الآلاف من أنصار الحزب في مؤسسات الدولة دون اختبار التوظيف.
16- يعني منح الصوت لحزب العدالة والتنمية الموافقة على انتهاك الرئيس أردوغان يمين الحيادية تجاه الأحزاب وفئات المجتمع التي أقسم بها عندما تولى منصب رئاسة الجمهورية، وتنقله في ميادين الانتخابات للخطاب في الجماهير تحت مسمى مراسم الافتتاحات الجماعية مستهزئا بعقول المواطنين وإعلانه الحرب على قطاع عريض من الشعب والمعارضة.
من حق أولئك الذين وهبوا عقولهم إلى “القصر الأبيض” واستطاعوا إسكات ضمائرهم أن يتغاضوا عن هذه المواد الست عشرة التي سردناها ويصوتوا لصالح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية المقبلة أيضا.