نازلي إيليجاك
أوضح الصحفي الموالي للحكومة عبد القادر سلوي بأن هناك شريحة تُقدر نسبتها بـ14% من الذين صوتوا في الانتخابات الماضية للعدالة والتنمية لم يحددوا موقفهم في هذه الانتخابات. ورأى بأنه إذا لم يتم إقناع هذه الشريحة بالتصويت للعدالة والتنمية فسوف يتعرض لخطر الائتلاف مع حزب آخر. كما رأى سلوي أن بعض المتديينين والأكراد المقيمين في المدن الغربية يترددون في التصويت للعدالة والتنمية، فقد انحرف مؤشر العدالة والتنمية للاتجاه المعاكس في الأسابيع الماضية.
الخبر الجيد هو أن الناس بدؤوا برؤية الحقيقة رغم الحملات التشويهية واستغلال المشاعر الدينية. ففي الأسابيع الماضية حاول أردوغان جاهدا أن يشوه صورة حزب الشعوب الديمقراطية أمام المتدينين. فهو يحاول أن يصور صلاح الدين دميرطاش بأنه معاد للدين لأنه ينتقد الوضع الراهن لرئاسة الشؤون الدينية. ومن بين ما ذكره عبارة “القدس قبلة اليهود”. فأردوغان قال إن القدس للمسلمين واتهم دميرطاش بالعمالة لإسرائيل. أفلا يروي العلماء المسلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حزينا لأن القبلة الأولى للمسلمين كانت هي القدس الذي كان في الوقت نفسه قبلة اليهود؟ فقد كانت القبلة مشتركة بين المسلمين واليهود والنصارى في وقت من الأوقات. وكان اليهود يقولون بما أن المسلمين يتوجهون إلى قبلتنا فهذا يعني أن قبلتنا هي الحق وبالتالي فديننا هو الحق. وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يحزنه هذا الكلام، وينظر إلى السماء متمنيا أن تكون القبلة إلى الكعبة. ويُروى أنه قال لجبريل عليه السلام: “أرجو من الله أن يدير وجهي عن قبلة اليهود”. فأجابه جبريل عليه السلام: “ادع ربك وسله ذلك”.
فنزلت عليه هذه الآية وهو يصلي “قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ” البقرة: 144
وفي مقابل حملة أردوغان التشويهية، استنادا إلى الدين، اضطر دميرطاش أن يؤكد التزامه بالدين الإسلامي في لقاءاته الانتخابية. وليس من الصواب استخدام الهويات والمعتقدات في السياسة. ولكن إذا كان أمامكم من يخلط الدين بالسياسة ويكاد يتهمكم بالكفر فلابد لكم من الرد عليه. ولطالما وجه دميرطاش سؤالا لرئيس الشؤون الدينية محمد جورماز: “هل يأثم من يُكفِّر مسلما؟” ولكن لم يأت جواب على سؤاله. ويبدو أن جورماز لا يرى سوى السيارة المرسيديس المصفحة التي أُهديت له مؤخرا من قبل أردوغان.
هل وصلت مكافأتك ياشيخي؟
أموال المكافأة وقطار الطمع
بدأ حزب العدالة والتنمية كبلسم لمن لا بلسم له، وكصاحب لمن لا صاحب له. ثم فُتنوا بالأبهة والتفاخر. وصاروا يلجؤون إلى القصور. وحتى محافظ مدينة في عهده أصبح يستخدم مرحاضا مغطى بالذهب. وإذا ما تعرضوا للنقد في هذا المجال يبدؤون يدافعون عن أنفسهم بل يشنون هجوما مقابلا. وحين يواجه أردوغان بالمبالغ الطائلة التي أنفقت على القصر الأبيض يتفاخر مدعيا أن ذلك دليل على العظمة ويزيد من شأن الدولة.
ومن جانبه شارك وزير المالية محمد شيمشيك في النقاش حول سيارات المرسيدس المخصصة للمسؤولين الكبار. فإذا به وهو المعروف بتواضعه يقول إن الأموال المخصصة لسيارات المسؤولين لا تتجاوز 3 مليارات و300 مليون ليرة وما هي إلا من المصاريف الكمالية وبمثابة ما ينفق على المكسرات وليس شيئا يستحق الذكر. أليس فيهم رجل يستطيع قول الحقيقة لزعيمهم ويذكره بأن هذا الترف والإسراف لا ينال إعجابا من الشعب أو على الأقل يجب عليهم أن يسكتوا ولا يدافعوا عن الأخطاء. ولا يقولوا لما يكلف الدولة 3 مليار 300 مليون ليرة أنه بمثابة ثمن المكسرات.
صدقوني، هذا الإسراف الذي ربما فاق ما نُهب في أعمال الفساد يشوه سمعتكم أمام الشعب. ويجعلكم غرباء عن المواطنين. وبسبب الإعلام الصامت حاليا فإن المواطن لا يدرك كل شيء. ولكن ما إن بدأتم تضعفوا ستظهر الفضائح تباعا وستنتشر روائح كريهة في كل مكان. سيكون في صالحكم ألا تلوثوا ماضيكم النظيف وألا تضحوا بها بركوبكم في قطار “الطمع” وتسميتكم الإسراف بأنه ثمن المكسرات.