نيويورك (زمان عربي) _ وجهت صحيفة” نيويورك تايمز” الأمريكية دعوة صريحة إلى الولايات المتحدة والدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (ناتو) من أجل تحذير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبيل الانتخابات البرلمانية التي ستشهدها تركيا في 7 يونيو / حزيران المقبل.
ونشر مجلس تحرير الصحيفة مقالًا استخدم فيه لغة شديدة اللهجة في انتقاد أردوغان والتجاوزات التي تشهدها تركيا؛ إذ عَنْون المقالَ بعبارة: “السحب السوداء تطوف سماء تركيا”، واستخدم كاتبها عبارات من قبيل: “حتى وإن كانت تركيا شهدت في الماضي حالات من الاستقطاب السياسي، إلا أن الاستقطاب الحالي يبدو أنه أكثر سوءًا ورعبا وضبابية”.
ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان أصبح بمرور الوقت عدوًا لكل ما هو صحيح وللحقائق الواضحة، وأشارت إلى ضرورة “أن تدعو الولايات المتحدة وسائر حلفاء تركيا الآخرين في حلف الناتو أردوغان من أجل الرجوع عن الطريق المدمر الذي يقود البلاد إليه”.
زيادة التوتر بمرور الوقت في تركيا
وأوضحت الصحيفة أن التوتر السياسي يزيد بمرور الوقت بسبب الانتخابات البرلمانية التي على الأبواب، محذرة من اتجاه أردوغان وحكومته إلى طريقة أكثر قمعية في حالة فوزه في الانتخابات.
وحذرت الصحيفة من أن هذا النوع من التلاعب في العملية السياسية سيجلب معه أخطاء خطيرة للغاية، مشيرة إلى أن الديمقراطية التي صارت ضعيفة أصلًا ستفسد أكثر بأي نصر يحققه حزب العدالة والتنمية بهذه الطريقة.
وأشار مقال الصحيفة الأمريكية إلى أن أردوغان يرغب في تغيير الدستور وإقرار النظام الرئاسي مستغلًا قوته المتنامية، متابعا أن حزب العدالة والتنمية عليه أن يحجز لنفسه 330 مقعدًا بالبرلمان حتى يتسنى له على الأقل عرض التعديل الدستوري على الشعب في استفتاء.
كما تضمن المقال إشارة إلى الخبر الذي نشرته وكالة رويترز للأنباء حول انخفاض نسبة أصوات حزب العدالة والتنمية.
الصحفيون: يمكن أن يغلق الحزب الحاكم صحيفتي” حريت” و”زمان” ويصادر ممتلكاتهما
أشار المقال إلى أن أردوغان انتقد صحيفة” حرّيت” بلهجة شديدة عندما قال: “إن تلك الصحيفة ارتكبت جرمًا” بسبب الخبر الذي نشرته على موقعها الإلكتروني حول الحكم الصادر بإحالة أوراق الرئيس المصري السابق محمد مرسي إلى المفتي للنظر في إعدامه مع أنه حاز 52 % من الدعم الشعبي.
وقالت الصحيفة الأمريكية، في إشارة إلى الادعاء الذي ساقه أردوغان بشأن استهداف صحيفة” حرّيت” لشخصه من خلال هذا الخبر: “انتخب أردوغان رئيسًا للجمهورية بنسبة 52% في صيف عام 2014. فهذا الاتهام (استهداف صحيفة حريت لأردوغان) غير صحيح وسخيف، وهو صفعة تلقتها الفكرة التي تقول إن تركيا لا تزال دولة ديمقراطية”.
ولفت المقال إلى أن محامياً داعماً لحزب العدالة والتنمية يدعى “رحمي كورت” تقدم ببلاغ إلى النيابة العامة لإسناد تهمة إلى رئيس تحرير جريدة حرّيت، مذكِّرًا برد الفعل الذي أعربت عنه جعمية الصحفيين الأتراك على هذا البلاغ، ومشيرًا إلى أن الجمعية قالت “لقد أصبح امتهان الصحافة في تركيا يساوى الإرهاب، وأن هناك انقلابًا ضد حرية الإعلام والتعبير”.
وألمح المقال إلى أن مطلع الأسبوع الماضي شهد إصدار النائب العام في أنقرة تعليمات بقمع بعض وسائل الإعلام المعارضة للحكومة، في إشارة إلى عدد من وسائل الإعلام المقربة من الأستاذ فتح الله كولن ومجموعتي “دوغان” و”إيباك” الإعلاميتين.
وأوضح المقال أن بعض الشخصيات المعروفة، التي كان من بينها رئيس تحرير صحيفة” زمان” أكرم دومانلي، قد اعتقلت في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي بتهمة” الإرهاب” المزعوم، وجاء ما يلي: “يخشى بعض الصحفيين في تركيا من استغلال الحكومة لقانون مكافحة الإرهاب لإغلاق صحيفتي زمان وحرّيت، اللتين تعتبران مصدرين مهمين للأخبار، قبيل الانتخابات ومصادرة ممتلكاتهما”.
ثمة مخاوف خطيرة بشأن تأمين الانتخابات
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز بأنه ليس الصحفيون في تركيا فقط هم الذين يخشون من تأمين الانتخابات، بل إن النقابات العمالية هي الأخرى تخشى ذلك، وكتبت أن حزب العدالة والتنمية يستغل مؤسسات الدولة ويعلن منافسيه أعداءً في الميادين الانتخابية من أجل أن يفوز بالانتخابات.
واختتم بعبارة: ” حتى لو كانت تركيا شهدت في الماضي حالات من الاستقطاب السياسي، إلا أن الاستقطاب الحالي يبدو أنه أكثر سوءًا ورعبا وضبابية. يجب أن تدعو الولايات المتحدة وسائر حلفاء تركيا الآخرين في حلف الناتو أردوغان للرجوع عن الطريق المدمر الذي يقود البلاد إليه”.