إسطنبول (زمان عربي) – وجّه الزعيم الكردي صلاح الدين دميرطاش الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطية في تركيا انتقادات شديدة لوزير المالية محمد شيمشك لوصفه مبلغ الـ 3.3 مليار ليرة تركية (نحو 1.3 مليار دولار) الذي دفعته الدولة لاستئجار السيارات التي يركبها الوزراء والمستشارون بأنه عبارة عن أموال ضئيلة للغاية لا تُذكر بالنسبة لميزانية البلاد، وأنه مثل “ثمن المكسرات والتسالي”.
وقال دميرطاش في كلمة خلال لقاء جماهيري في إسطنبول في إطار حملة حزبه استعدادا للانتخابات البرلمانية في 7 يونيو/ حزيران المقبل، حيث علّق على كلمة شيمشك قائلا: “إذا احتمى مسؤول بالدولة بالكذب والافتراءات فاخشوه؛ ذلك أن الكذب تدن أخلاقي وذنب من الذنوب. لا يليق برئيس جمهورية ورئيس وزراء أن يكذبا ويشنا حملات الافتراءات ضد الناس. لكن للأسف الشديد أعظم الأكاذيب تخرج من أفواههم. ولأعطيكم مثالا: إن علاقات تركيا مع إسرائيل على الصعيدين العسكري والاقتصادي زادت بمعدل 5 أضعاف في عهد العدالة والتنمية، لكن الأمر العجيب أنهم يخرجون في الميادين ويعلونني كافرًا”، حسب قوله.
وأضاف دميرطاش: “ألا تخجل من اتهامك لي بالتعاون مع إسرائيل وأنت أصلا تتعاون معها عسكريا واقتصاديا؟ إن تركيا هي إحدى الدول التي تعهدت بتقديم دعم مادي لفلسطين ولم ترسله. هيّا ارسلوا أموالا للمظلومين الفلسطينيين من هذه الأموال التي وصفتموها بأنها مجرد “ثمن شراء المكسرات والتسالي”.
وتابع: “أخاطب أولئك الذين قالوا إن أموال السيارات الفارهة مجرد أموال ضئيلة وأقول لهم أليس حراما وذنبا كل هذا الإسراف والتباهي؟ أود أن أوجه سؤالا للأستاذ محمد جورماز رئيس هيئة الشؤون الدينية على وجه الخصوص الذي أهداه الرئيس رجب طيب أردوغان سيارة مرسيدس مصفحة؛ أنت عالم دين، هل هذه السيارة المصفحة تحميك من الذنوب والخطايا؟ هل السيارة المصفحة تسمح بمرور الذنوب أم تحول دون نفاذها؟”.
وأردف قائلا: “انظر فهناك الآلاف من الفقراء والمحتاجين في ميدان “باغجيلار”، أحد ميادين إسطنبول، وبعض المواطنين الموجودين هنا ليس في جيبهم أموال كافية لشراء كيلو لحم وهم ذاهبون إلى منازلهم في المساء. هذا شيء لا يدعو للخجل ولكن هذه هي الحقيقة. إنه عار على الحكومة التي يجب أن تخجل. وما السبب الذي يدعوكم لهذا الترف والإسراف أمام أعين الناس في دولة بها كل هذا القدر من الفقراء يا سادة؟ لماذا تجعلون هذا الشعب يشهد هذا العار؟ عار أيما عار. أستاذي المبجل رئيس الشؤون الدينية؛ ليكن في علمك إن المسلم لا يمر يوم القيامة على الصراط بالمرسيدس”.