إسطنبول (زمان عربي) – تنتاب الشارع التركي حالة من القلق الشديد إزاء احتمالات حدوث تلاعب في الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة إجراؤها في 7 يونيو/ حزيران المقبل.
ولا يزال الاعتقاد المسيطر بشأن توقعات نتائج الانتخابات هو أن حزب العدالة والتنمية الحاكم لن يتمكن من تشكيل حكومة بمفرده وأن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي سيتخطى الحد الأدنى للتمثيل البرلماني (الحصول على 10% من أصوات الناخبين).
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي سيتمكن من تجاوز نسبة التمثيل البرلماني 10%، خلال الانتخابات المقبلة، التي تعتبر مصيرية بالنسبة لحزب العدالة والتنمية.
ويؤكد الخبراء والسياسيون أن تخطي حزب الشعوب الديمقراطية للحد الأدنى للتمثيل البرلماني يمثل كابوسا لحزب العدالة والتنمية، لأن هذا يعني أنه سيضطر لتشكيل ائتلاف مع غيره في تشكيل الحكومة الجديدة.
كما أن رئيس الوزراء أحمد داوداوغلو، وأكثر منه رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، يدركون التداعيات التي قد تسفر عن الانتخابات البرلمانية المقبلة؛ لأن هذا التطور المثير قد يُزعج العدالة والتنمية داخل كواليس الحكم. الأمر الذي دفع أردوغان للنزول إلى الميادين بنفسه للترويج لبرنامج الحزب على الرغم من علمه بأن ذلك مخالف للدستور.
ونشرت صحيفة “ميلت” التركية معلومات مثيرة حول الانتخابات التي ستشهدها البلاد بعد أسبوعين من الآن، مدَّعية أن حزب العدالة والتنمية على استعداد لفعل أي شيء من أجل الحفاظ على عدد مقاعده داخل البرلمان دون أن تتراجع عن 276 مقعدا.
ولجأت أحزاب الشعب الجمهوري، الحركة القومية والشعوب الديمقراطية، إلى تدريب مندوبين لها من الآن لمراقبة الصناديق الانتخابية، تحسبا لاحتمالات وقوع أية أعمال تلاعب خلال عملية التصويت أو فرز الأصوات.
وأوضح حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أنه درَّب ما يزيد عن 100 ألف عضو تابع له لمراقبة العملية الانتخابية، لتجنب ظهور نتائج مشابهة لما حدث في الانتخابات المحلية في العاصمة أنقرة، في 30 مارس/ آذار 2014.
كما كان لافتا أن حزب الشعوب الديمقراطية، المعروف بحساسيته الشديدة تجاه الاستحقاقات الانتخابية، لجأ مؤخرا لتأمين عدد من “روابط الخدمات عبر الإنترنت” من خارج البلاد. وكذلك حرص رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي على التركيز على مراقبة الصناديق والعملية الانتخابية في خطاباته مؤخرا.
ويؤكد الخبراء السياسيون أن الأحداث والادعاءات التي تم الكشف عنها عقب الانتخابات المحلية الماضية في 30 مارس/ آذار 2014، بالإضافة إلى أن ما حدث أثناء عمليات التصويت في خارج البلاد في عدد من المراكز الانتخابية لدى بعض دول أوروبية، لعبت دورا مهما في تشكيل مخاوف لدى الأحزاب من تكرارها أثناء التصويت داخل البلاد في 7 يونيو/ حزيران المقبل.
فقد حدث في ألمانيا أن صوت مسؤول أحد صناديق الاقتراع مرتين، بالإضافة إلى تصويت إمام جامع بدلا عن مواطن آخر، وآخرها العثور على مفاتيح غرفة تحتفظ فيها صناديق الاقتراع لدى أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية.
وكان أردوغان أدلى بتصريحات مثيرة في 18 أبريل/ نيسان العام الماضي، عقب الانتخابات المحلية،حول ادعاءات عمليات التلاعب في الانتخابات، حيث وصف ما حدث بـ”مواجهة الأعداء”.