نازلي إيليجاك
يتوالى إعلان نتائج استطلاعات الرأي العام الخاصة بالانتخابات البرلمانية التي ستجرى في تركيا في 7 يونيو/ حزيران المقبل. وكان آخر ما أعلن عنه الاستطلاعات التي أجرتها شركتا الأبحاث متروبول وكوندا. وحتى نقرأ النتائج الأخيرة جيدا علينا أن ننظر في النتائج السابقة.
استطلاعا متروبول:
أبريل 2015: حزب العدالة والتنمية 42.5%. حزب الشعب الجمهوري 26.4%. حزب الحركة القومية 17.6%. حزب الشعوب الديمقراطية 10.2%.
مايو 2015: العدالة والتنمية 42.8%. الشعب الجمهوري 27%. الحركة القومية 17.1%. الشعوب الديمقراطية 9.2%.
النتيجة الأكثر خطورة هنا هي نتيجة الشعوب الديمقراطية فحسب الاستطلاع الأول كان يبدو أنه سيتمكن من تخطي العتبة الانتخابية (10% من إجمالي أصوات الناخبين)، وأظهر الاستطلاع الثاني أنه لن يتمكن من ذلك بسبب غياب درجة واحدة. إن نتائج الأبحاث تزيد أو تنقص بمقدار درجتين. وحتى نتمكن من القول إنه “لا بد للشعوب الديمقراطية من تخطي العتبة الانتخابية” فلا بد من أن يحصل على 12% من الأصوات في الاستطلاعات.
أما استطلاعا شركة كوندا:
أبريل 2015: العدالة والتنمية 42.9%. الشعب الجمهوري 26.2%.
مايو 2015: العدالة والتنمية 40.5%. الشعب الجمهوري 28.7%. الحركة القومية 14.4%. الشعوب الديمقراطية 11.5%.
فكوندا على العكس من متروبول تشير إلى تراجع في نسبة التصويت للعدالة والتنمية.
وكان استطلاع جزيجي هو الاستطلاع الذي أظهر التصويت الأقل للعدالة والتنمية: العدالة والتنمية 38.2%. الشعب الجمهوري 30.1%. الحركة القومية 17.1%. الشعوب الديمقراطية 10.5%.
ولو استخلصنا المتوسط الحسابي لجميع الاستطلاعات لتبين لنا أن أصوات العدالة والتنمية ستكون بحدود 40%. وهذا ما يدل على تراجع العدالة والتنمية مقارنة مع انتخابات 2011، التي اقترب فيها الحزب من 50%.
أما تجاوز حزب الشعب الجمهوري 30% فسيشكل مفاجأة، وقد تبقى أصواته بحدود 28 أو 27% وليس متوقعا أن يتجاوز حزب الحركة القومية 17.6% كما في انتخابات البلديات.
وسيلعب حزب الشعوب الديمقراطية الدور الأهم في توزيع المقاعد البرلمانية. ولا يزال الوضع حرجا. فاستطلاعات الرأي تتوقع لهذا الحزب أن يحصل على مابين 9و11% من الأصوات. وعليه فمن المحتمل ألا يتخطى العتبة الانتخابية.
فإن لم يتخط هذا الحزب العتبة الانتخابية فإن حزب العدالة والتنمية سيشكل الأغلبية في البرلمان. فلو حصل حزب الشعوب الديمقراطية على 9.2% من الأصوات كما ورد في استطلاع متروبول فسيبلغ عدد نواب العدالة والتنمية 316 بحصوله على 42.8% من الأصوات، أما إذا تخطى العتبة الانتخابية فسيكون عدد نواب العدالة والتنمية 263 أي أقل من 276.
وإذا تعاملنا مع الأرقام المطلقة فثمة 56 مليون ناخب مسجل. وإن كان هناك إقبال كبير على الانتخابات وبإهمال الأصوات الباطلة فسيكون هناك 46 مليون ناخب سوف تُعد أصواتهم. وحتى يتخطى حزب الشعوب الديمقراطية العتبة الانتخابية عليه أن يحصل على 4 ملايين و600 ألف صوت. وفي الانتخابات الرئاسية حصل دميرطاش على 3 ملايين و958 ألف صوت، إذن فثمة حاجة إلى ما يزيد على 650 إلى 700 ألف صوت فضلا عن الأصوات السابقة. كما يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الانتخابات الرئاسية جرت في أجواء مختلفة.
نحن الآن على أبواب الانتخابات العامة.. وقد يكون تأثير العمال الكردستاني سلبيا في هذه المنافسة. وإن الهجمات على حزب الشعوب الديمقراطية هدفها أن يكون رد فعل هذا الحزب من خلال عمليات العنف حتى تتدهور مكانة هذا الحزب في نظر الناخبين. لكن حتى الآن لم يتورط أتباع الشعوب الديمقراطية في العنف رغم التحريض. فهل سيحصل هذا الحزب على 700 ألف صوت إضافة إلى الأصوات التي حصل عليها في 2014 رغم محاولة دميرطاش لأن يكون إيجابيا بكل ما لديه من قوة. الوضع لا يزال يحتفظ بخطورته إلى الآن وقد يتغير كل شيئ بشكل مفاجئ.