أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (أ ب) – وضعت الإمارات العربية المتحدة إطارا استراتيجيا لوكالة فضاء أنشأتها حديثا يستهدف دمج الوحدات المختلفة لصناعة الفضاء الآخذة في الانتعاش في الدولة الخليجية.
ربما تكون الإمارات، المعروفة بثروتها النفطية ومناطق الجذب الفاخرة مثل جزر النخيل وبرج خليفة، ناطحة السحاب الأعلى في العالم، الدولة العربية الأسرع ترسيخا لنفسها كدولة رائدة في قطاع الفضاء.
تهدف وكالة الفضاء الإماراتية، التي تأسست العام الماضي بمرسوم رئاسي، إلى تنظيم ودعم الصناعة، التي تضم برامج الأقمار الصناعية وخطط لإيفاد مهمة إلى المريخ بحلول عام 2020.
وقال رئيس وكالة الفضاء الإماراتية، خليفة محمد ثاني الرميثي في حفل تدشين الوكالة في العاصمة أبوظبي اليوم الاثنين إن صناعة الفضاء ستساعد على تنويع اقتصاد البلاد وتوفير وظائف تتطلب مهارات عالية لشبان البلاد الذين يزدادون عددا.
وأضاف في الحفل الذي ضم نماذج للأقمار الصناعية الإماراتية إن الإمارات “تسعى إلى تأكيد مكانتها كدولة ترتاد الفضاء.
وتعد تكنولوجيا الفضاء أحد الصناعات المتقدمة العديدة التي تدعمها دول الأوبك كوسيلة لتنويع اقتصاد لا يزال يعتمد بشكل كبير على النفط.
كانت الثريا، مشغل الهواتف الجوالة التي تعمل بالأقمار الصناعية ومقرها الإمارات، صاحبة أول قمر صناعي تجاري في البلاد، يدشن عام 2000.
كان أول قمر صناعي للاستشعار عن بعد بتمويل حكومي من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمعروف باسم دبي سات1، قد بلغ مداره على متن صاروخ روسي انطلق من قاعدة كازاخستان عام 2009. وكان القمر السابق والقمر التالي دبي سات2 نتاج تعاون بين مهندسي الإمارات وشركة كوريا الجنوبية للأقمار الصناعية.
تأمل شركة الياه للاتصالات عبر الأقمار الصناعية والمعروفة باسم ياه سات في إطلاق قمر صناعي ثالث في مداره عام 2016. وأطلقت الشركة أول قمر صناعي للاتصالات إلى الفضاء من قاعدة غويانا الفرنسية عام 2011.
من بين المبادرات التي تم الإعلان عنها اليوم الاثنين خطط لإنشاء برنامج فضاء أكاديمي تشارك فيه ياه سات، ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا أبوظبي وشركة الفضاء الأمريكية أوربيتال إيه تي كي ومؤسسة مركز أبحاث الفضاء.
في الوقت ذاته أعلن الفريق المسؤول عن مهمة المريخ مقره دبي، بداية الشهر الجاري، أن مسباره سيدور حول الكوكب لدراسة غلافه الجوي، والتغييرات التي تطرأ عليه بمرور الوقت ومدى تأثر ملامح السطح مثل البراكين والصحراء والوديان بذلك.
عبر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أول الشهر الجاري عن أمله في أن يتمكن المسبار الذي أطلق عليه “الأمل” في إلهام العالم العربي. وسيكون أول مهمة للمريخ تقوم بها دولة عربية. ويعمل نحو 75 مهندسا إماراتيا حاليا في مشروع المريخ، ويأمل المسؤولون في تضاعف هذا العدد بحلول عام 2020.
وتتابع الإمارات مشروعات أخرى متعلقة بالفضاء.
تعد شركة آبار للاستثمار، المدعومة من حكومة أبوظبي، مستثمرا رئيسيا في شركة ريتشارد برانسون للسياحة الفضائية، فيرغن غلاكتيك.
ووافقت الشركة على ضخ 280 مليون دولار في شركة فضائية ناشئة عام 2009 في مقابل الحصول على ثلث أسهم الشركة، ورفعت أسهمها في وقت لاحق بعد الموافقة على تقديم تمويل إضافي لتدشين برنامج لإطلاق الأقمار الصناعية. وطالب الاتفاق الأولى بإنشاء ميناء فضائي في أبوظبي.
وقال المدير العام للوكالة، محمد ناصر الحبابي، لوكالة الأسوشيتد برس إن شركة فيرغن غالاكتيك لا تأتي ضمن نطاق وكالته حتى الوقت الراهن لكنه رحب بمزيد من الاستثمارات في هذا المجال.
وأضاف: “نحن كوكالة فضاء ندعم فكرة حاجة الإمارات لأن تكون محورا للفضاء.”
خطط فيرغن غالاكتيك تبدو موضع شكوك في الوقت الراهن عقب انفجار صاروخها الفضائي التجريبي سبيس شيب تو فوق صحراء موهافي في نوفمبر / تشرين ثان.