أورخان كمال جنكيز
شعرت بخيبة أمل كبيرة حين رأيت آخر استطلاع للرأي قامت به شركة “متروبول”حول الانتخابات.
وتشير نتائج الاستطلاع الذي شمل آراء 2976 شخصا في شهر مايو/ أيار إلى أن التصويت في انتخابات يونيو/ حزيران ستكون على النحو التالي: العدالة والتنمية 42.8%، حزب الشعب الجمهوري 27%، حزب الحركة القومية 17.1%، حزب الشعوب الديمقراطية 9.2%، حزب السعادة وحزب الوحدة الكبرى (الاتفاق الوطني) 3.1%.
توجهت إلى الهاتف على الفور لأتصل برئيس مركز أبحاث متروبول أوزر سنجار فسألته: “أشار استطلاعكم السابق إلى أن حزب الشعوب الديمقراطية سيتخطى العتبة الانتخابية، فما الذي حدث حتى يشير الاستطلاع الأخير إلى عكس ذلك؟” فأجابني أوزر وهو يؤكد تراجع التصويت لحزب الشعوب الديمقراطية: “إننا رأينا أن التصويت لهذا الحزب يتراجع”.
ويرى أوزر أن السبب في ذلك هو عدم اكتراث صلاح الدين دميرطاش بمشاعر الشريحة المتدينة في سوريا رغم أنه ينتمي إلى عائلة متدينة. وأوضح أوزر أن أردوغان نجح في استخدام 3 جمل حول دميرطاش لتكون ضد مصلحة حزب الشعوب الديمقراطية، ما أدى إلى تراجع التصويت لهذا الحزب. وهذه الجمل هي: “سنلغي رئاسة الشؤون الدينية” و”ساحة تقسيم هي كعبة الديمقراطية” و”قدس إسرائيل (القدس لإسرائيل)”
فهذه الجمل أدت إلى تخلي بعض المتدينين عن الشعوب الديمقراطية على حد تعبير أوزر.
وحينما بدأ الاستطلاع لم تكن انفجارات أضنة ومرسين قد حدثت، وأنا أوافق السيد أوزر في أن تلك الأحداث ستزيد التصويت لصالح الشعوب الديمقراطية بخلاف ما هدف إليه منفذو تلك الأحداث.
وأمامنا أكثر من أسبوعين وقد تحدث مفاجآت مختلفة خلال هذه المدة. ولكن إن صدرت نتائج الانتخابات كما جاءت في آخر استطلاع قامت به متروبول لشكلت صدمة بالنسبة لتركيا، فلن تبقى هناك ديمقراطية ولا أمان.
فإذا شكل حزب العدالة والتنمية الحكومة بمفرده، ونجح في نقل بعض البرلمانيين من أحزاب أخرى إلى صفوفه، فإنه سيتمكّن من تغيير الدستور بمفرده. ولكي نتوقع ما يمكن أن يحدث بعد ذلك ليس من الضروري أن نكون كهنة! فإن كنا نبتعد شيئا فشيئا عن الديمقراطية في الآونة الأخيرة، فإننا سنبتعد عنها أشواطاً إن حدث هذا السيناريو. وعليكم حينها أن تكونوا متأكدين من أن القنوات التليفزيونية والصحف التي تطلب النيابة العامة إغلاقها ستغلق أبوابها بالأقفال وستستحوذ السلطات عليها. وذلك أشبه بتسارع سيارة نازلة من أعلى منحدر إلى الأسفل. كما ستزداد وتيرة انتهاك الديمقراطية والقانون وحقوق الإنسان في تركيا.
يضاف إلى هذا الكابوس خيبة أمل الأكراد وتذمرهم من عدم تخطي حزبهم للعتبة الانتخابية.
وآمل ألا تسير تركيا في طريق مسدود خلال الأسبوعين الأخيرين. وأرجو أن يأخذ حزب الشعوب الديمقراطية هذه الاستطلاعات بعين الاعتبار وأن يتصرف بعقلانية كي يتخطى العتبة الانتخابية.