إسطنبول (زمان عربي) – على الرغم من أن منطقة” كارا كوي” الواقعة في قلب مدينة إسطنبول تشتهر بمعالم مثل برج جالاطه وجسر جالاطه الذي نكاد نراه في جميع الأفلام التركية القديمة إلا أنها في الوقت ذاته مكان معنوي بفضل وجود مَقام الصحابي الجليل عمرو بن العاص فيها.
ويمكنكم أن تأتوا إلى هذا الحي التاريخيّ الذي يخلّد آثار ومعالم حضارات الجنويين والبيزنطيين والعثمانيين عن طريق الترام الذي يمر من أمام هذه المنطقة أو بالبواخر التي تفد من منطقتي “أوسكدار” و”قاضي كوي” الموجودة على ساحليها. أما الأشخاص الذين يرغبون في إحياء الذكريات والحنين إلى الماضي فيمكنهم أن يصلوا إلى هذا الحي سيرًا على الأقدام عبر جسر جالاطه مثلما كان يفعل الشاعر التركي المشهور سعيد فائق.
هنا أول مقابر أوائل المسلمين الذين جاؤوا لفتح إسطنبول!
ويقع جامع “ييرالتي” في حي كارا كوي ناحية الطريق المطل على مضيق البوسفور. حيث يضم بداخله مقابر الصحابة وهب بن عشيرة وعمرو بن العاص وسفيان بن عيينة، رضوان الله عليهم، الذين شاركوا الجيش الأموي في محاصرة إسطنبول في عام 714.
وشُيّد جامع “ييرالتي” من قِبل بحري مصطفى باشا الصدر الأعظم (رئيس الوزراء حاليًا) في عهدي السلطان محمود الأول وعثمان الثالث. ويُروى أن اسم “القبو الرصاصي”، وهو الاسم الآخر للجامع، جاء من القبو الذي كان يتم فيه ربط السلاسل التي تغلق منطقة خليج إسطنبول إبان فتح المدينة على يد السلطان محمد الفاتح.
اتجهوا من سوق المعدات المعدنية والماكينات الموجود بالحي صوب منطقة الخليج، سترون لافتة صغيرة قبل نهاية الطريق في ناحية اليمين، ثم تجدون مقابلكم مباشرة “جامع العرب” الذي تمّ تحويله من كنيسة “Mesa Domenko” إلى جامع.
وشُيّد “جامع العرب”، حسب رواية الناس، من قبل القائد الأموي مسلمة بن عبد الملك الذي جاء لمحاصرة إسطنبول فيما بين 716 و617. إذ إن مَقامه موجود في مدخل الجامع. إلا أن المؤرخ الشهير سماوي أييجه علّق على هذه الرواية في أحد مقالاته وقال إنه لا ينظر إليها على أنها رواية صحيحة.
يمكنكم أن تصلوا الجمعة في هذا الجامع الذي تم تحويله بعدما كان كنيسة وسط حلزونة أسطورية. ولا تنسوا أن تتذوقوا ملبن الورد (الحلوى التركية) الذي يتم تقديمه عند الخروج من المسجد.
متعة سندوتش السمك مع الشاي أمام الخليج
انتهت صلاة الجمعة وحان الآن وقت أداء الأنشطة الأخرى. اذهبوا من مقابل الطريق إلى المكان الذي يبدأ منه الخليج. ثم دوروا إلى اليسار من عند الجامع الذي شيّده إبراهيم باشا الفرنجي. والآن واصلوا طريقكم نحو الطريق الذي تفوح منه رائحة السمك الطيبة. ويمكنك أن تتناول السمك كوجبة أو سندوتش وهي الطريق الشائعة.
وستكون جولتكم ناقصة إن لم تشربوا الشاي بعد تناول السمك في هذا المكان أمام الخليج المطل على جامع السليمانيّة.
والآن لنتوجه صوب برج جالاطه المشيّد عام 528 الذي يعد أقدم الأبراج في العالم. لا تبالوا كثيًرا للطابور الطويل الذي يتشكل من السياح الأجانب وتحلوا بالصبر. وعندها ستعرفون لماذ قام العالم العثماني الشهير “هزارفان أحمد شلبي” بأول محاولة طيران من هذا البرج إلى منطقة أوسكدار. كما ستستمتعون بمنظر مضيق البوسفور والخليج وإسطنبول من قمة البرج.