أنقرة (زمان عربي) – أنكر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو تصريحاته أدلى بها مطلع الأسبوع الجاري في مقر المفوضية الأوروبية ببروكسل وقال فيها “لا يمكن لمدع عام أن يُسكت الإعلام الحر” وذلك فور صعوده طائرته متجهًا إلى العاصمة التركية أنقرة.
وكان تشاووش أوغلو أجاب على أسئلة الصحفيين خلال الزيارة التي أجراها لبروكسل بشأن محاولة المدعي العام في مكتب متابعة الجرائم ضد النظام الدستوري في أنقرة سردار جوشكون لإسكات “الإعلام الحر” في تركيا، حيث قال “لا يمكن لأي مدع عام أن يصدر قراراً بصورة عامة لإسكات الصحف المعارضة، ولا يمكن له أيضًا إصدار تعليمات وأوامر”، حسب قوله. إلا أن الأمر الذي يدعو للدهشة هو أن الوزير غيّر كلامه وأنكره تماما قبل أن تصل طائرته لمطار “أسنبوغا” في أنقرة.
وزعم تشاووش أوغلو في تصريحات أدلى بها لدى عودته من بروكسل لصحيفة “يني عقد”، إحدى أبرز وسائل الدعاية المروّجة لحكومة العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان، أنّ صحيفة”زمان” التركية تلاعبت بتصريحاته، على الرغم من أن الوزير أدلى بهذه التصريحات أمام العشرات من كاميرات وسائل الإعلام المختلفة.
وكان تشاووش أوغلو زعم، في معرض رده على سؤال لمراسل وكالة “جيهان” التركية للأنباء في مدينة أفيون كارا حصار جنوب غرب البلاد عقب الانتخابات المحلية العام الماضي؛ أن وسائل الإعلام المعارضة للحكومة تجري اتصالات مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكسبهم إلى صفوفها وجعلهم يتحدثون ضد حكومة بلادهم.
وبرّر وزير الخارجية التركي ادعاءه بالمقابلة التي أجرتها المعارضة مع أندرو داف النائب الليبرالي البريطاني. إلا أنه عندما أعاد داف هذه التصريحات إلى أذهان تشاووش أوغلو وطالبه بالاعتذار أو إثبات صحة ادعائه، زعم تشاووش أوغلو أنه لايمكن أن تكون صدرت عنه مثل هذه الكلمات، وأنه سيرسل تسجيلات كلمته إلى داف شخصيًا، وأن مراسلي زمان وجيهان يكذِبون، على الرغم من وجود تسجيلات صريحة تبين عدم صحة ما يزعم.
أكاذيب حكومة العدالة والتنمية!
مضى عام كامل على هذه الواقعة ولا يزال النائب البريطاني ينتظر التسجيلات التي تحدث عنها تشاووش أوغلو؛ وهو الأمر الذي يشبه زعْم رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بأن قرارات الإفراج عن هدايت كاراجا رئيس مجموعة “سامان يولو” الإعلامية وعدد من رجال الأمن كانت صادرة بتعليمات من الأستاذ فتح الله كولن في بنسلفانيا، الذي يصفونه بزعيم الكيان الموازي حسب زعمهم، وتأكيده على أن هناك تسجيلات تبيّن صحة ما يزعم، إلا أنه مر حتى الآن 26 يومًا على تصريحاته ولم يتمّ تقديم شيء ما للرأي العام في هذا الشأن.
والأمر نفسه تكرر عندما عجز أفكان ألا وزير الداخلية السابق عن تقديم وثائق متعلقة بتحقيق بنك آسيا التركي الإسلامي أرباحًا غير شرعيّة بقيمة مليار دولار عقب الكشف عن أعمال الفساد والرشوة في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013 التي طالت رموزًا كبيرة من حكومة العدالة والتنمية.
وكان الوزير تشاووش أوغلو قال أثناء زيارته الشهر الماضي للولايات المتحدة الأمريكية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيقوم بافتتاح جامع تركي مشيّد حديثًا في ولاية واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلا أن البيت الأبيض نفى صحة هذا الادعاء أيضًا.