إسطنبول (زمان عربي) – أليف آتشيل أو كما تُعرف وتشتهر بـ”الأم أليف” سيدة تركية من ذوات الخلق الرفيع، تمكنت من أن تثبت للجميع أن المرأة يمكنها أن تشارك في أعمال خيرية بما تكسبه من أموال بإمكاناتها البسيطة وأن دورها لا يقتصر فقط على استقبال الضيوف وتربية الأبناء في المنزل.
فقد قررت الأم أليف التبرع بالأموال التي حصلت عليها من بيع ما يقرب من 180 لوحة وعمل يدوي صنعت باستخدام الإبر والمخارز، والتي تقدر بقيمة شقتين، لصالح الخدمات التعليمية للطلاب.
تعتبر الأم أليف من السيدات المحبات للخير، اللاتي يبحثن عن طرق ووسائل جديدة لتقديم المساعدات حسب إمكانياتهن، دون أن يفقدن من عزيمتهن شيئا مع مرور الوقت. تسير الأم أليف بمبدأ: “إن الخدمة لا تحتاج إلينا، وإنما نحن من نحتاج إلى الخدمة”، وتتمتع بقدر عال من التواضع وتقول دائما: “أنا لم أفعل أي شيء”…
وأعربت الأم أليف عن أسفها الشديد إزاء الأحداث والهجمات التي تتعرض لها حركة الخدمة ومحبوها في تركيا في الآونة الأخيرة، موضحة أن صورة المسلمين أصيبت بضرر بالغ جراء الحملات التي يتعرض لها أهل الخدمة من افتراءات وأكاذيب؛ مشيرة إلى أن الأحداث الأخيرة وجهت ضربة شديدة لصورة المسلمين وحسن الظن تجاههم إذ بدأ الناس يظنون أن المسلمين أيضا يمكن لهم أن يسرقوا وينهبوا ويكذبوا ويفتروا على الناس.
الاقتداء بالسيدة زينب رضي الله عنها
تعرفت السيدة أليف آتشيل وزوجها بحركة الخدمة في عام 1985، وبدأت نظرتها للحياة تتغير من اليوم الذي بدأت تختلط فيه بالطلاب الجامعيين. ومنذ ذلك اليوم قررت مد يديها بالمساعدات للطلاب الجامعيين، والمغتربون منهم على وجه الخصوص، ولم تفّرق بينهم وبين أبنائها يومًا.
حتى أن ابنها كان يعاتبها دائمًا: “أمي! متى ستكون لي غرفة مستقلة؟”. إذ لا يمر عليها يوم ولا ليلة أو حتى اِفطار أو سحور إلا وفي بيتها ضيف. إلا أنها تبذل كل ما بوسعها من أجل فعل المزيد من الخير والحسنات.
وفي يوم من الأيام، لفت انتباهها الرسوم والنقوش الموجودة في سجادة الصلاة، بعد آداء صلاة العشاء. فقد كانت تعرف جيدا أن السيدة زينب رضي الله عنها كانت تشارك في أعمال الخير بالأموال التي تحصل عليها من أعمالها اليدوية. ومنذ ذلك اليوم بدأت هي الأخرى بالاقتداء بزينب رضي الله عنها والمشاركة في الأعمال الخيرية بأعمالها اليدوية.
فقدت الأم أليف أمها وهي في الرابعة من عمرها، ونشأت في ظل والدها، إلا أنه لم يملأ الفراغ الذي تركته أمها بداخلها، حتى بعد أن أصبحت أما هي الأخرى.
وترى الأم أليف أن أقصر طريق للاستمتاع بعمر مليئ بالسعي لنيل رضا الله عز وجل، هو تقديم خدمات لعباده، ومد يد العون إليهم لتلبية احتياجاتهم المادية والمعنوية.
وبجانب تربية أطفالها الأربعة، تقضي الأم أليف وقتها بعمل المشغولات اليدوية وأعمال التطريز والحياكة. وفي عام 1990 قامت بعرض أعمالها ومشغولاتها التي وصلت إلى 180 عملا يدويا، في صالة المعرض المقام من قبل بلدية “قاضي كوي” بإسطنبول. وتمكنت من بيع كل معروضاتها، عدا القليل منها، مقابل 9 ملايين ليرة تركية. وكانت هذه الأموال كافية لشراء شقتين في ذلك الوقت، إلا أنها قررت التبرع بتلك الأموال لصالح الطلاب الجامعيين المغتربين.