إسطنبول (زمان عربي) – انتحر مسؤول شرطة بوحدة التحاليل التابعة لإدارة مكافحة الإرهاب بإحدى مديريات الأمن يُدعى عبد القادر آيتوغ بإطلاق الرصاص على نفسه من مسدسه داخل منزله.
وذكرت مصادر مطلعة على التحقيقات التي أجريت حول الواقعة أن الشرطي أجرى اتصالا بأحد أصدقائه المقربين قبل انتحاره وقال له: “شاركت عقب أحداث 17 ديسمبر/ كانون الأول 2013 (الكشف عن فضائح الفساد والرشوة الكبرى في تركيا)، في إعداد تقارير مغلوطة ومليئة بالافتراءات والأكاذيب في حق العشرات من زملائي الأبرياء لأنهم كانوا يحبون حركة الخدمة. وأشعر بالندم منذ ذلك اليوم. ولا أستطيع أن أنظر في وجوه أصدقائي بعد اليوم”.
وأكدت المصادر أن آيتوغ بدأ عمله في إدارة مكافحة الإرهاب قبل عام، وكان الجميع يشهد له بالأخلاق والانتظام في أداء الصلوات، قائلين: “على الرغم من بدايته الجيدة والمشرفة إلا أن حياته بدأت تشهد تغييرات جذرية في الفترة الأخيرة. فقد رحل ذلك الشخص المواظب على الصلاة، وأصبحنا أمام شخص آخر لديه عادات سيئة لم تكن معتادة عليه. كان من الصعب علينا أن ندرك السر وراء تلك التغيرات. فقد كان كتوما، ولا يقول أي شيء لأي أحد”.
ونوه عدد من زملاء القتيل إلى أهمية منصبه الحساس كمعد للتقارير الخاصة بإدارة مكافحة الإرهاب، مؤكدين أن عمل وحدة التحاليل والتقارير الأمنية التابعة لمديريات الأمن بدأت في أعقاب أحداث 17 ديسمبر/ كانون الأول 2013 بإعداد تقارير ملفقة بحق العشرات من رجال الأمن السابقين.
وكشفت المصادر عن أن عددا كبيرا من رجال الشرطة ومديري الأمن أجبروا على الافتراء على زملائهم المزعوم انتماؤهم لحركة الخدمة داخل مديريات الأمن والإدارات التابعة لها، وأجبر آخرون على الشهادة بالزور ضدهم.
وتشير مصادر مطلعة داخل مديرية الأمن التابع لها عبد القادر آيتوغ إلى أن مدير الأمن ومساعديه بذلوا جهودا مضنية من أجل التستر على خبر اعتراف القتيل لصديقه قبل انتحاره والحيلولة دون تسرب الخبر إلى وسائل الإعلام والصحف.