القدس (أ ب)- ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو خطة مقترحة بفصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين في حافلات الضفة الغربية ليلغي قرار وزير دفاعة عقب سيل الانتقادات في محاولة لتجنب أول أزمة تواجهها حكومته الجديدة.
وقال مسؤول في مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء استدعى يعلون اليوم الأربعاء لإبلاغه بأن الاقتراح “غير مقبول”، وقرر الاثنان تجميد الخطة.
ودشن موشيه يعلون برنامجا تجريبيا لمدة ثلاثة أشهر للخطة في أعقاب شكاوى متكررة من المستوطنين اليهود الذين يستقلون الحافلات، والذين قالوا إن العمال الفلسطينيين يشكلون تهديدا أمنيا ويتحرشون بالراكبات اليهوديات.
ويدخل آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية يوميا إلى إسرائيل للعمل، وغالبا ما يعودون على متن حافلات جنبا إلى جنب مع المستوطنين اليهود. ويحمل جميع العمال الفلسطينيين تصاريح أمنية وتصاريح خاصة لكن التغيير المقترح سيجبرهم على العودة من الحواجز العسكرية ذاتها التي دخلوا منها ومنعهم من استقلال حافلات الضفة الغربية مع الإسرائيليين.
الخطة واجهت انتقادات واسعة، حيث وصفها البعض بالعنصرية وقالوا إنها ستضر بصورة إسرائيل، التي تتعرض بالفعل لضغوط بسبب استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
وهاجم زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ القرار، على صفحته على الفيسبوك قائلا: “الفصل بين الفلسطينيين واليهود في وسائل النقل العام – هو إهانة لا لزوم لها ووصمة عار على وجه اسرائيل ومواطنيها، وصب الزيت على نار الكراهية لإسرائيل في العالم”.
رئيسة “ميرتس” زهافا غالؤون قالت: “هكذا يبدو الفصل العنصري”.
وتعرض المقترح لهجوم حتى من أنصار المستوطنات الذين قالوا إنه لا يخدم قضيتهم، ويسيء بشكل غير مبرر لصورة إسرائيل.
وتراجع نتنياهو سريعا وسط انتقادات، لتبدأ الحكومة بداية مشؤومة بعد أن تولت مهامها هذا الأسبوع ولم تعقد إلا اجتماعا واحدا.
ويسيطر على ائتلاف نتنياهو الضيق النواب المتشددون الموالون لحركة الاستيطان في الضفة الغربية. وبالتحديد، تمكن حزب البيت اليهودي الموالي للاستيطان بشكل كبير من تمرير صفقة صعبة خلال مفاوضات تشكيل الائتلاف، ليتمكن أعضاء الحزب من الفوز بمناصب مثل وزير التعليم ووزير الزراعة ووزير العدل ونائب وزير الدفاع.
وكان دعمهم لمزيد من بناء المستوطنات ومعارضتهم صنع السلام مع الفلسطينيين قد مهد الطريق لوقوع اشتباكات محتملة بين إسرائيل وحلفائها من الغرب. وفي حال تطبيق خطة الفصل في الحافلات، فإنه سيجتذب مقارنات مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والتفرقة العنصرية في الحافلات التي أججت حركة الحقوق المدنية الأمريكية.
وفي وقت لاحق الأربعاء، ينتظر أن يلتقي نتنياهو بمفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني. وأعرف الاتحاد الأوروبي عن انتقاداته الحادة للمستوطنات الإسرائيلية، بينما تدفع بعض الدول الكتلة الأوروبية لوضع ملصقات خاصة على المنتجات المصنوعة في المستوطنات في حال بيعها في أوروبا.
في الوقت نفسه، دهس فلسطيني يقود سيارة شرطيين في القدس الشرقية، حسبما قالت الشرطة.
وقال المتحدث باسم الشرطة، ميكي روزنفيلد إن أفراد الشرطة في المكان فتحوا النار على المهاجم وقتلوه. وأصيب الشرطيان بإصابات خفيفة، وتم نقلهما إلى مستشفى.