دفع تفاقم مشكلة نقص مياه الشرب في مدينة حلب السورية السكان للجوء إلى حلول بديلة في محاولة لتوفير احتياجاتهم اليومية الأساسية.
فأضحت الآبار وخزانات الشوارع من ضمن مصادر المياه البديلة القليلة لسكان المدينة.
واصبح مشاهدة سكان أو حتى أطفال يملأون أوان بالمياه من الروتين اليومي لمدينة حلب.
وحتى مثل هذه الموارد ليس من السهل الوصول إليها في أي وقت بسبب القصف المستمر والقتال المستعر.
وقال أبو أحمد وهو من سكان مدينة حلب “بتنقطع عنا المياه وواصلينا للبيوت من الجب وعم نعبي منها ومنغسل وهية ماهي صالحة للشرب والمنطقة الغربية على طول مقطوعة المياه. نحن من الخوان تبع سيف الدولة وما عم بغذيلنا اياه على طول. وبس.”
وتزايد طلب السكان على خزانات المياه في الشوارع والآبار وتدخل معمل تنقية المياه في حلب لضمان سلامة المياه التي تؤخذ من هذه المصادر.
وقال أحمد الضاهر المشرف على مخبر تحليل المياه في مدينة حلب “هنا مخبر تحليل المياه في مدينة حلب، هذا المخبر الوحيد في مدينة حلب، تأتي أهمية تحليل المياه وذلك بسبب كثرة انقطاع مياه الشركة أو المياه النظامية وبالتالي تم الإعتماد على مياه الآبار وهذه مياه الآبار في مدينة حلب.”
وأضاف “في مدينة حلب حوالي 500 بئر وبالتالي يوجد منها الكم الكبير الملوث نتيجة القصف المتكرر وتسرب مياه الصرف الصحي إلى مياه الآبار وبالتالي يؤدي إلى حالات كثيرة خاصة المياه المجرثمة وتحتوي على كمية من النترات كبيرة والأمونيوم وغيرها من الشوارد التي تسبب التلوث والجراثيم وبالتالي تؤدي إلى أمراض منها السل وغيرها من هذه الأمراض.”
وحذرت منظمة الصحة العالمية في فبراير شباط الماضي من احتمال انتشار مرض الكوليرا في سوريا في الأشهر المقبلة في حين تتزايد معدلات إصابة بأمراض أخرى تنقل عن طريق الماء مثل الفيروس الكبدي ايه والتيفويد.
وتتوافر مياه الشرب الآمنة بنسبة الثلث فقط بالمقارنة بما كانت عليه قبل الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو خمس سنوات، وأحيانا تقطع إمدادات المياه لمعاقبة السكان المدنيين.
وتقول منظمة الصحة إن الكوليرا مرض يصيب الأمعاء ويرتبط بتلوث مياه الشرب ويسبب حالات حادة من القيء والإسهال مما يترك المرضى وبخاصة الأطفال عرضة للوفاة بسبب الجفاف.