إسطنبول (زمان عربي) – قال دولت بهشلي رئيس زعيم حزب الحركة القومية ثاني أكبر أحزاب المعارضة في تركيا إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يرغب في تغيير نظام الحكم في البلاد إلى النظام الرئاسي لايتورع عن استخدام القرآن الكريم وتطويع الشعارات الدينية التي يحترمها عموم الشعب التركي في ميادين الانتخابات واصفا ذلك بأنه رياء ونفاق.
وأضاف بهشلي خلال لقاءين جماهيريين في مدينتي إسبارطه وبوردور جنوب غرب تركيا في إطار الحملة الانتخابية لحزبه استعدادا للانتخابات البرلمانية في 7 يونيو/ حزيران المقبل أن أردوغان يتجار بالدين والشعارات الدينية، ويسعى لتغيير نظام الحكم إلى النظام الرئاسي من خلال طلبه من المواطنين أن يصوتوا لصالح حزبه العدالة والتنمية دون أن يذكر اسمه صراحة في ميادين الانتخابات وكأنه رئيس حزب سياسي وليس رئيس جمهورية محايدا، ولا يتورع في تطويع القرآن الكريم والشعارات الدينيّة التي يحترمها عموم الشعب في الميادين الانتخابية.
ووجه بهشلي انتقادات شديدة لأردوغان لاستغلاله المصحف الشريف ورفعه في لقاءاته الجماهيريّة قائلا: “ما الفرق بين الذين علّقوا المصحف الشريف على أسنة الرماح في موقعة صفين وأردوغان؟ إن هذه علامات الخروج عن الطريق الصحيح وأمارات النفاق والرياء”.
وأضاف بهشلي: “أردوغان يردد على لسانه القرآن باللغة الكردية. والكعبة الشريفة وهيئة الشؤون الدينية ومدارس الثانوية للأئمة والخطباء والحجاب كلها وسائل دعائية لأردوغان. لقد حاد أردوغان عن المسار وضيع البوصلة وانحرف عن الجادة السليمة. هل القرآن أنزل ليستخدمه هو لأهدافه السياسية؟ ما هذه الوقاحة؟ وبأي حق يستغل كتاب الله تعالى من أجل تحقيق مآربه السياسية وتأسيس النظام الرئاسي الذي يطمح له؟ كيف سيستطيع أردوغان أن يكفر عن ذنوبه هذه في كلا الدارين الدنيا والآخرة؟”.
وتابع بهشلي “إن شعبنا يعيش أصلا بحب القرآن الكريم، ويتنفس بالقرآن على مر العصور الطويلة. ليذهب أردوغان ويرفع المصحف في أوجه أعداء الإسلام، ما يفعله هو من علامات النفاق والخروج عن الطريق الصحيح. وأرى أن أردوغان يرفع المصحف أمام الجمهور بمجرد أن رأى نفسه واقعا في مأزق حقيقي”.
كما أبدى بهشلي ردة فعل شديدة على كلمات بعض رجال الأعمال المقربين من أردوغان والذين يرغبون الحصول على مزيد من المشاريع والعطاءات من حكومة حزب العدالة والتنمية الذين يقولون مخاطبين أردوغان “فداك أبي وأمي وأولادي”. وأضاف قائلا: “قالوا إن مجرد لمس أردوغان ومصافحته عبادة، إنهم أوشكوا أن يعلنوه نبيًا (حاشا لله). لقد بالغوا في مدحهم له لدرجة أنهم جعلوا أنفسهم وأمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم وأولادهم فداءً لأردوغان. وقالوا إنه جمع في نفسه جميع صفات الله وزعموا أن كلمات أردوغان بمثابة السنّة، وأعلنوا المدن التي فاز فيها أردوغان مدنا مباركة، ونادوه بـ “رسول الله”، وكل ذلك موجود لدينا بالتسجيلات وفي ذاكرتنا”.