إسطنبول (زمان عربي) – تشتهر مدينة إسطنبول بجوامعها التاريخية والحديثة ويقال عن مناطقها التي يقل بها عدد الجوامع إنها أماكن بلا جوامع.
وتأتي منطقة قاضي كوي في مقدمة تلك المناطق التي ليس فيها جوامع كثيرة، لكن في الوقت نفسه تضم بعض الجوامع التاريخية كما أنها تعد من أرقى المناطق السكنية في إسطنبول.
ذهبنا لصلاة الجمعة في قاضي كوي، فرأينا جامع إيسكله (المرفأ) المطل على مضيق البوسفور.
ويروى أن السلطان مصطفى الثالث قد بنى عددا من الجوامع لكنه لم يطلق اسمه على أحد منها. وثمة نقش في مدخل الجامع مكتوب عليه” جامع إيسكله الذي بناه السلطان مصطفى” لكن الناس يعرفونه باسم جامع إيسكله فقط.
وتم الانتهاء من بناء هذا الجامع عام 1760، وأعيد بناؤه في عهد السلطان عبد المجيد الأول سنة 1858 حيث بُني من الحجر والطوب.
وبعد خروجنا من الجامع مررنا بسوق الكتب القديمة. حيث توجد أقدم الكتب وأندرها في تركيا.
وثمة محلات تباع فيها الخمور، كما توجد أخرى لاتبيع الخمور. وتعتبر مطاعم الحرفيين في السوق من الأماكن المناسبة للباحثين عن أماكن جيدة لتناول الغداء. وثمة محلات تصنع البيتزا التركية (Pide) اللذيذة. بالإضافة إلى مطاعم لتقديم الأكل المنزلي.
لا تكتفوا بالمرور أمام دكاكين الحلويات التاريخية بل ادخلوها لتعلموا أن الشكولاته والحلويات ليست من الأمور الخاصة بعالم الأطفال الملون فقط.
رحلة شائقة إلى حي “بهارية”
لو سألتم الهواة أي خطوط الترام الشائقة أفضل لقال معظمهم “T3”. وهناك 10 مواقف على خط قاضي كوي – مودا. وتبدأ الرحلة من محطة قاضي كوي وتنتهي في محطة شارع” دمغة”.
ويمكنكم أن تمشوا في شارع بهارية الذي خُصص للمشاة منذ عام 1992 كما يمكنكم مشاهدته من الترامواي. وفي هذا الشارع توجد تماثيل ثيران مشهورة غدت رمزا لقاضي كوي وهي تعود لعهد السلطان عبد العزيز. كما تتوزع المقاهي والمراكز الفنية وغيرها على يمين الشارع ويساره، فعلى سبيل المثال يقع أوبرا ثريا التاريخي هنا بالإضافة إلى بعض المسارح.
ومن الجوامع الشهيرة في المنطقة جامع عثمان أغا، وجامع جعفر أغا، وجامع كتخدا أغا.
ويمكن لهواة التسوق أن يجدوا شتى أنواع التحف في شارع تلال زاده.
وإن حي مودا من الأماكن التي تذكر كثيرا على الألسنة ويقع هناك بيت الفنان الراحل باريش مانتشو الذي أحبه الأتراك كثيرا، وهذا الحي له إطلالة ساحرة تأخذكم إلى الماضي.
وحي مودا يعد موقعا لا مثيل له لحدائق الشاي. حيث الهدوء مع مشاهدة المنظر الجميل لجزر الأميرات من جهة، والإطلالة على شبه الجزيرة التاريخية عن بعد من جهة أخرى، وفي الوقت نفسه تستمتعون بشرب الشاي اللذيذ. ويا للمتعة هنا على هذه الشرفة التي صمدت أمام المشاريع الأسمنتية.