إسطنبول (زمان عربي) – ليلة الإسراء والمعراج ليلة مباركة جلب فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فضائل معنويّة وبشارات سارّة للإنسانيّة.
ويعرّف الرسول الأكرم هذه الليلة التي نحن بصدد ذكراها اليوم قائلا: “لم أر أجمل مما رأيت في الإسراء والمعراج“. فكيف لنا أن نستفيد من بركة هذه الليلة؟
هذه هي ليلة الإسراء والمعراج التي قيل عنها في الآية الأولى من سورة” الإسراء” في القرآن الكريم: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.
ويقول الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي، أحد أبرز العلماء في العصر الحديث المتوفي عام 1960، إن ليلة الإسراء والمعراج في حكم ليلة القدر وإذا ما بذلنا قصارى جهدنا قدر المستطاع سيتضاعف نصيبنا من فضائل هذه الليلة المباركة من الضعف إلى آلاف الأضعاف.
ويقول الأستاذ محمد فتح الله كولن إن الهبة والعطيّة الرئيسة في ليلة الإسراء والمعراج هي الصلاة. ويضيف: “الصلاة عبادة روحيّة خالصة بكل جوانبها وهي الغاية الرئيسة لهذه الليلة ثم تأتي أهميتها في كونها هبة إلهيّة مُنحت للرسول صلى الله عليه وسلم في المرحلة الأخيرة من هذه الرحلة. إذ تم تحديد ليلة الإسراء والمعراج داخل هذه الهبة بقدر الصلوات التي يؤديها كل شخص”.
كيف نحسن الاستفادة من بركة هذه الليلة؟
إن الليالي المباركة هي أوقات يحسن لنا فيها محاسبة أنفسنا قبل أي شيء. ولذلك يمكننا أن نحوّل هذه الأوقات الفاضلة إلى فرصة ثمينة لنجلس فيها مع أنفسنا ولنبلغ منازل التأمل ولنرى ما قدمنا في دنيانا الفانية لآخرتنا الباقية. ويمكن أن نتلو ما تيسر من القرآن الكريم مع التدبر والتذكر، خاصة الآيات الأولى من سورتي الإسراء والنجم والآيات الأخيرة من سورة البقرة مع تفسيرها.
ويحثنا الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم على عمل الخير بقوله: “اطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات ربكم، فإن لله نفحاتٍ من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، واسألوه أن يستر عوراتكم ، ويؤمِّن روعاتكم”. وفي ضوء الاهتداء بهذه النصائح النبوية يمكننا أن نهيئ لأنفسنا أجواءً جميلة كهذه ونزيل منها جوانبها التي لا تروق لنا عن طريق كثرة التوبة والاستغفار إلى الله تضرعا وخيفة.
كما يمكننا أن نصلي ونسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم ونكثر من الأدعية، ونصلي نافلة من الصلوات في هذه الليلة.