إسطنبول (زمان عربي) – قال عالم الاجتماع التركي الشهير علي بولاج أحد كتّاب صحيفة”زمان” التركية إن السياسات التي يعمد إليها كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة العدالة والتنمية لمصادرة ممتلكات الأفراد وأموالهم لترهيب معارضيهم هي إحدى عادات وتصرفات عصر الجاهليّة قبل نزول الإسلام.
وذكر بزلاج في مقال له أمس الخميس: “يتضح من الأحداث السابقة والعمليات المستمرة حالياً، والحملات المرتقبة، أن الحكومة ترغب في مصادرة الممتلكات الشخصيّة للأفراد بهدف ترهيب وإضعاف معارضيها بالكامل خلافا لما تنص عليه أحكام القانون الإسلامي والشريعة الإسلامية”.
وأوضح بولاج أنه يمكن مصادرة أموال وممتلكات أصحاب الثروات الذين يحصلون عليها من وراء ارتكابهم أعمال الفساد والرشوة، إلا أنه ينبغي اتخاذ تدابير حازمة تحمي الأفراد والفئات الاجتماعيّة من محاولات مصادرة الممتلكات الشخصيّة التي تستغلها الحكومات كوسيلة لمعاقبتهم وردعهم”.
ولفت بولاج في مقاله إلى أن مصادرة ممتلكات الأفراد دون وجه حق يعد عودة إلى عصر الجاهليّة، معللاً ذلك بقوله: “إذا ما قمنا بإمعان الفكر والاطلاع بعناية على أحكام الشريعة الإسلامية المنزلة من عند الله تعالى سنجد أنها نزلت في الأساس لتحقيق الغاية القصوى وهي حفظ الدين والأرواح والعقل والممتلكات والأعراض، وإن جميع الاجتهادات المستندة إلى الأحكام الأساسيّة خدمت هذه الأهداف الخمسة”.
واختتم بولاج بقوله: “إن مبادرة أصحاب الأمر والنهي –اليوم- إلى وصف معارضيهم بـ”العصابات أو الجماعات الإرهابية” عن طريق استغلال سلطات وإمكانيات الدولة، ومن بعده مصادرة ممتلكاتهم، لا تعتبر انتهاكاً صارخاً لمبدأ حماية الممتلكات الذي تنص عليه أحكام الشريعة الإسلامية، فحسب، بل تعرّض كذلك الحقوق الأربعة الأخرى آنفة الذكر للتهديد أيضاً، ويترك المجتمع لأحكام تعسفية تصدرها زمرة صغيرة”.