القاهرة (وكالات) – أكدت مدير عام منظمة اليونيسكو إيرينا بيكوفا أن الأسلحة والمعدات العسكرية لا تكفي وحدها لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإرهابي (داعش) وأن هناك ضرورة للتعاون مع المؤسسات الدينية لتفعيل الخطاب الديني للتصدي لتلك الهجمات التي يشنها التنظيم على مواقع التراث العالمي.
وعقدت بيكوفا أمس الأربعاء ندوة في جامعة الأزهر بالقاهرة بعنوان “الحوار والتعلم من أجل السلام” بحضور عدد من الوزراء، وذلك بعد لقائها بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لطلب مشاركة الأزهر في مواجهة هجمات وفتاوى داعش ضد التراث العالمي.
وقال مصدر مسؤول بمشيخة الأزهر إن مدير اليونسكو أعربت عن رغبتها في التعاون مع الأزهر الشريف للتصدي لهجمات ودعوات هدم الآثار، والعمل على نشر مبادئ السلام للحفاظ على التراث الإنساني والحضاري العالمي.
تأتي تلك الزيارة بعد أن أصدر تنظيم الدولة (داعش) فتوى مطلع شهر مايو/ آيار الجاري، بضرورة هدم الآثار، وتحريم علومها، باعتبارها تخالف القرآن الكريم؛ وكان الرد سريعا من قبل دار الإفتاء المصرية، التي أصدرت بيانا فحواه: “الله أمرنا في القرآن بأن نسير في الأرض ونتدبر آثار من كانوا قبلنا لنتخذ منهم العبرة والعظة”.
من جانبه أكد الدكتور أحمد الطيب خلال استقباله بيكوفا، أن الآثار إرث حضاري وإنساني يجب الحفاظ عليه، وأن دعوات التنظيم الإرهابي أمر يخالف الدين ويرفضة الإسلام.
وكان الأزهر الشريف أفتى في مارس/ آذار الماضي، بأن ما يقوم به تنظيم “داعش” الإرهابي من تدمير وهدم للآثار في العراق وسوريا وليبيا، جريمة في حق الإنسانية، مؤكدا أن تدمير التراث الحضاري أمر محرم شرعا ومرفوض، وأنها جريمة حرب لن ينساها التاريخ ولن تسقط بالتقادم.