إسطنبول (زمان عربي) – فقدت أسرة رزقي وأمينة بوغرا التركية أطفالهم التوائم الأربعة الليلة قبل الماضية بعدما توفوا نتيجة الإهمال الطبي بمستشفيات الحكومة وعدم موافقة أربعة مستشفيات على تقديم العلاج لهم.
وكان يوم أول من أمس الأحد أسوأ عيد أم بالنسبة لأمينة التي فقدت أطفالها التوائم الأربعة الذين انتظرت هي وزوجها 18 عامًا حتى رزقهم الله بهم؛ إذ عادت إلى منزلها في إسطنبول بعدما خرجت من المستشفى الحكومي الذي وضعت به توائمها الأربعة.
وقالت أمينة “ماذا عساني أن أقول، اليوم عيد الأم، وأنا أريد أطفالي بعدما بكيت دمًا عليهم، ولا أريد أن يحترق قلب أم أخرى على أطفالها”.
أما الأب رزقي، الذي زار المقبرة التي دفن بها أطفاله قبل يومين ودعا لهم، فقال إنه لن يتخلى عن حقه وسيتابع دعواه القضائية حتى لا تتكرر مثل هذه الواقعة في تركيا.
الإهمال يفضي إلى الموت في إحدى مستشفيات تركيا!
حكت الأم أمينة، التي وجدت صعوبة بالغة في الوقوف على قدميها للحديث إلى وسائل الإعلام، مصيبتها على النحو التالي: “قلت لمسؤولي المستشفى إنني أعالج هنا منذ ستة أشهر، فعليكم الاعتناء بي، قالوا لي إنهم لن يستطيعوا الاعتناء بي أكثر إن بقيت حتى الصباح لأنهم ليس لديهم مكان أو حضّانة للأطفال الرضع. فقلت لهم إني مستعدة للنوم على الأرض لإجراء العملية وما يكفيني هو أن أرى أطفالي بخير، ولكنهم رفضوا طلبي هذا أيضًا”.
وتابعت الأم الثكلى حديثها بقولها: “ثم انتقلنا إلى مستشفى آخر في حي باغجيلار، فقالوا لي: المستشفى الذي تلقيت به العلاج حتى هذه اللحظة يجب عليه المتابعة في تقديم الرعاية الصحية لك، فلماذا أرسلوك إلى مستشفانا بهذه الحالة دون سيارة إسعاف؟ ولم يفعلوا هم كذلك أي شيء لعلاجي. ثم ذهبنا إلى مستشفى ثالث في حي باكير كوي، فأخبرنا العاملون به أنهم لن يستطيعوا استقبالنا لأنهم ليس لديهم حضّانات ولهذا لن يستطيعوا التعامل مع حالتنا، وأبلغونا بأن علينا الرجوع إلى المستشفى الأول لإكمال العلاج به. وبعدها ذهبنا إلى مستشفى رابع في حي تشابا ولم يستقبلونا هم كذلك لأنهم ليس لديهم مكان مناسب لنا”.
وعندما وصلوا إلى مستشفى السلطان سليمان القانوني مرة ثانية في الساعة الثانية بعد منتصف الليل لم يستقبلوهم أيضا، إلا أن الأم أمينة تعرضت لأزمة مفاجئة فاضطروا للسماح لها بالإقامة بغرفة في المستشفى.
وأشارت الأم إلى أن أحدًا لم يهتم بحالتها وأن الأطباء لم يشرفوا على حالتها طيلة 12 ساعة، وأضافت: “عندما استرددت وعيي قالوا لي إنهم سيأخذونني لوحدة التوليد الطبيعي رغم علمهم بأنني حامل في أربعة توائم، فهل لو كان هؤلاء الأطفال أطفالهم كانوا سيفعلون ذلك؟ ثم أعطوني حقنا للطلق الصناعي ووضعت حملي، ورأيت أطفالي وهم أحياء وطلبت منهم أن يضعوهم في الحضّانة. قالوا لي إنهم سينقلونهم، وطلبوا مني عدم رفع صوتي. أخذوا أولادي ولا أعلم ماذا فعلوا بهم. وعندما استرددت وعيي بعد الولادة أخبروني بأن قلوب التوائم الأربعة قد توقفت”.