إسطنبول (زمان عربي) – مقام النبي يوشع بن نون عليه السلام في إسطنبول هو من أفضل الأماكن التي يمكن اقتراحها على الباحثين عن أفضل وأجمل الأماكن في تركيا وبخاصة في مدينة إسطنبول لزيارتها.
موقع تلة يوشع هي من الأماكن القليلة التي ما زالت تحافظ على غطائها الأخضر، لكنها أيضا مهددة بضياع رونقها الطبيعي مع إنشاء الجسر الثالث على مضيق البوسفور.
وتزداد تلة يوشع جمالا وازدحاما في أيام الجمعة. ومدخلها أشبه بسوق صغير؛ إذ يباع فيه الطماطم والبيض والخبز والشاي وغيرها. ويقول المثل الشعبي التركي: “من يستيقظ مبكرا يصل إلى مبتغاه”.
وفي تلة يوشع حديقة تكثر فيها الأزهار. وبالمرور من وسط هذه الحديقة نصل إلى غرفة مخصصة لتلاوة القرآن وهي أمام الضريح الذي يعرف بأنه مقام النبي يوشع بن نون عليه السلام.
وتتيح تلة يوشع من شرفة الإطلالة بها مشاهدة جمال إسطنبول في الأسفل، كما يمكن مشاهدة البحر الأسود ومضيق البوسفور أيضا من هذه الشرفة، والذين يأتون مبكرا يمكنهم تناول الإفطار على الطاولات الموجودة بها.
أعلى تلة في إسطنبول بعد تلة تشامليجا
طول قبر النبي يوشع 17 مترا ويرجع سبب ذلك بحسب أشهر الفرضيات إلى عدم تحديد مدفنه بالضبط. ويروى أنه نبي من نسل يوسف ومعاصر للنبي موسى عليهما السلام.
وفي رحلة النبي موسى مع الخضر (العبد الصالح) جاء يوشع إلى مجمع البحرين أي منطقة بوغاز إيتشي (البوسفور). وبعد وفاته دُفن في هذه التلة التي اشتهرت باسمه.
والذي اكتشف وجود القبر هو أخو السلطان سليمان القانوني بالرضاعة الشيخ يحيى أفندي، وبعدها أصبح هذا المكان من مزارات إسطنبول للدعاء عليه.
ويرى المسيحيون أن هذا القبر لأحد رجال الدين النصراني الموحدين. ومختصر الكلام هو أن تلة يوشع مركز حيوي منذ القدم.
في عصر السلطان عثمان الثالث تم بناء مسجد عام 1755 من قبل الوزير الأول محمد شلبي المشهور بالسفير العثماني في باريس. ثم أحيط المكان بسور حجري احتراما لمعتقدات العامة كما تم تخصيص مبالغ من أجل الحفاظ على الضريح ولدفع راتب الحارس للمكان.
واستمر الناس في زيارة هذا المكان لقراءة الفاتحة على روح النبي يوشع عليه السلام والاستمتاع بجمال الطبيع فيه كما هي الحال في يومنا هذا.
لكن السلطان سليم الثالث انزعج من ذلك الازدحام الكبير، وأمر بمنع زيارة ذلك المكان مدة من الزمن كي يقلع الناس عن هوس زيارة الأضرحة.
وفي 1863 تعرض المسجد لأضرار بسبب حريق اندلع فيه. وأعيد ترميمه من قبل السلطان عبد العزيز.. كانت هذه هي نبذة تاريخية عن هذا المكان.. والآن حان وقت الصلاة…
الرياح التي تهب من قلعة يوروس
نغادر تلة يوشع لنتجه إلى قلعة يوروس في رأس أناضولو كاواغي أخر نقطة من الشاطئ على البحر الأسود ومدخل مضيق البسفور من الجانب الآسيوي. وهي من آثار العصر البيزنطي، لكن لا توجد معلومات دقيقة عنها. وتُلقب أيضا بقلعة الجنويزيين لأنهم علقوا علمهم عليها في مرحلة غابرة. وكانوا قد نقشوا شعار دولتهم على برجي القلعة لتعرف باسمهم. ويروى أن السلطان بايزيد الأول (يلدريم) كان يقيم في هذه القلعة.
منارة في أقصى إسطنبول
تقع هذه المنارة الحجرية البيضاء عند التقاء البوسفور والبحر الأسود وهي بارتفاع 20 مترا. وقد بُنيت لتكون دليلا للسفن القادمة من البحر الأسود إلى إسطنبول.
وسميت القرية التي توجد فيها المنارة باسمها “منارة الأناضول”. وقد تم إنشاؤها من قبل الفرنسيين بطلب من العثمانيين في 1856. وتشير النقش التي عليها إلى أن القلعة التي توجد فيها هذه المنارة قد بنيت في 1768.
ويُذكر في النقش: “أمر ببناء هذه القلعة الجديدة لحماية مضيق البحر الأسود خاقان البرين والبحرين وملك الملوك العظيم الشبيه بالإسكندر الأعظم السلطان مصطفى الثالث بن السلطان أحمد الثالث”.
أناضولو كاواغي: حديقة الهدوء
بعد النزول من القلعة نتجه إلى أكثر الأماكن هدوءا في إسطنبول أي أناضولو كاواغي وهو موقع سياحي لصيد السمك، يقع في مركزه الجامع الذي بناه ميدلي علي رئيس. وكانت في السابق تنتشر صور اللعبة الخشبية بينوكيو على واجهات المحلات التجارية التي تبيع الهدايا هناك. إلا أن ذلك انحسر قليلا في الوقت الراهن. عليكم أن تمشوا ببطء في شوارع هذه البلدة الصغيرة لالتقاط الكثير من الصور. وإن شعرتم بالجوع فثمة مطاعم خالية من المشروبات الكحولية لأكل شطيرة السمك.