أمره أوصلو
أقل ما يمكن توقعه في الشجار القائم بين أردوغان والجماعة (حركة الخدمة) هو احتمال التصالح بين الطرفين . لكن هذا الخيار ليس خيارا لا يستحق النقاش، بل على العكس.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]يبدو أن الجماعة قد توافق على إيقاف الهجوم المتبادل، لكنها قد لا ترى مناسبا تأسيس علاقة حميمة واتفاق مرة أخرى مع الحكومة خاصة بعد أن صارت الحكومة معزولة عن العالم ومتخاصمة مع الغرب وبدأت تُتهم بمساعد منظمات إرهابية مثل القاعدة وما شابهها. وربما ترى الجماعة أن الاتفاق مع الحكومة على وضعها الحالي يضرها ولا ينفعها نظرا لأن الجماعة أصبحت ظاهرة اجتماعية مدنية عالمية.[/box][/one_third]فحسب ما أعلم أن حزب العدالة والتنمية في الشهرين الأخيرين حاول التصالح مع جماعة كولن بمحاولتين مختلفتين. وطالب بلقاءات رفيعة المستوى. لكن، وبحسب ما هو متداول في بعض الأوساط فإن الجماعة ليست لديها رغبة جادة في تحقيق ذلك.
تذكروا أن عبد الله جول أرسل الكاتب الصحفي فهمي كورو إلى كولن ليتوسط بينهم وحاول بهذا إنهاء الشجار القائم.
لكن أردوغان بإعلانه عن رسالة كولن المرسلة إلى عبد الله جول فضح نيته في إدامة الشجار.
وكان كولن قد اشترط بعض الشروط للتصالح في رسالته تلك.
وعندما استلم أحمد داود أوغلو رئاسة الوزراء قام ببعض محاولات أخرى مشابهة للتصالح
وأرسل داود أوغلو وأعوانه من يتوسط لهم إلى كولن لأنهم رأوا بأن الحزب هو أكثر المتضررين بسبب هذا الشجار القائم.
وفي تلك الفترة تحدثت أنا أيضا عن هذا الأمر وعلقت عليه في مقالة كان عنوانها: (هل لدى الجماعة مبادئ) ،وانتقدت الجماعة بلسان حاد.
يتداول الناس في بعض المجالس أن داود أوغلو وأعوانه بدأوا إرسال رسالة فحواها “لنتصالح” بعد أن أدركوا تراجع نسبة أصوات الحزب.
لكن من المعلوم أن أردوغان سيستغل هذا الموقف ويغتنمه لتكون لديه فرصة للقضاء على داود أغلو الذي لا يحبه كثيرا.
يريد أعوان داود أوغلو من جهة التصالح مع الجماعة، لكنهم من جهة أخرى يمارسون شؤون الحكم في ظل أردوغان وسطوته، ولذلك فإن ما يستطيعون تقديمه (للصلح) محدود جدا.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]إن احتمال التصالح بين الجماعة وحزب العدالة والتنمية متعلق بالشرخ الواقع داخل الحزب والذي يتوسع ويكبر يوما بعد يوم. وإن تمادى أردوغان وأصر على إدارة البلاد بمفرده واستمر في ممارسة الضغوط وفرض أشكال جديدة من الحظر لترسيخ نظامه الذي أسسه، فإن ذلك قد يؤدي إلى توسيع الشرخ المتواجد في القمة بين صناديد الحزب نزولا إلى قاعدته.[/box][/one_third]يقال في الوقت نفسه إن الجماعة أيضا لا تنوي ولا تفكر كثيرا في السلم والتصالح. يبدو أن الجماعة قد توافق على إيقاف الهجوم المتبادل، لكنها قد لا ترى مناسبا تأسيس علاقة حميمة واتفاق مرة أخرى مع الحكومة خاصة بعد أن صارت الحكومة معزولة عن العالم ومتخاصمة مع الغرب وبدأت تُتهم بمساعد منظمات إرهابية مثل القاعدة وما شابهها. وربما ترى الجماعة أن الاتفاق مع الحكومة على وضعها الحالي يضرها ولا ينفعها نظرا لأن الجماعة أصبحت ظاهرة اجتماعية مدنية عالمية.
إن احتمال التصالح بين الجماعة وحزب العدالة والتنمية متعلق بالشرخ الواقع داخل الحزب والذي يتوسع ويكبر يوما بعد يوم. وإن تمادى أردوغان وأصر على إدارة البلاد بمفرده واستمر في ممارسة الضغوط وفرض أشكال جديدة من الحظر لترسيخ نظامه الذي أسسه، فإن ذلك قد يؤدي إلى توسيع الشرخ المتواجد في القمة بين صناديد الحزب نزولا إلى قاعدته.
وكلما توسع حجم هذا الشرخ كلما أحس فريق من الحزب حاجة للاقتراب من الجماعة.
وحينها قد تتصالح الجماعة مع ذلك الفريق أو الجزء وتقترب منه بدورها. يبدو لنا أن ابتعاد عبد الله جول وبولنت أرينتش وعلي باباجان ومن حولهم عن أردوغان وتقليل انتقاداتهم للجماعة إشارة لهذه النهاية التي قد لا يكون منها بد.
المقال المقبل: ما مدى مصداقية توقع الجماعة “أن الحزب سيندم وسيعتذر لها “…