بعيدا عن مشاهد الدمار المنتشرة في معظم أرجاء سوريا استضافت التكية السليمانية بدمشق معرضا للصناعات والحرف التقليدية السورية الشهيرة نظمته وزارة السياحة بمشاركة العشرات من العاملين في تلك الحرف.
يهدف المعرض أو المهرجان الذي يستمر ثلاثة أيام إلى لفت الأنظار إلى الصناعات اليدوية في السوق السورية والتي كانت تقوم بشكل أساسي على السياحة قبل تفجر الصراع السوري منذ أكثر من أربع سنوات.
وقال وزير السياحة السوري بشر يازجي لرويترز إن وزارته تعمل مع شركائها لايجاد أسواق بديلة للصناعات اليدوية من خلال فتح سبل جديدة للتسويق.
أضاف يازجي “اليوم بالتعاون بيننا وبين شركائنا عم نشتغل ع موضوع الترويج الصحيح. جهود كتير حثيثة للترويج للمنتجات وتطويرها إبتداءً من التصميم (بالانجليزية) وانتهاءً بالتعبئة (بالانجليزية) لتصديرها لتعويض خسائر أصحاب الحرف التقليدية وخسائر القطاع السياحي بالنسبة للقطع الأجنبي.”
ومن بين الصناعات اليدوية التي عُرضت في المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام لأغطية مصنوعة من الصوف وأغطية رأس وصابون ومنحوتات بازلت إضافة إلى كثير من المنتجات الأخرى.
وكثير من الحرف اليدوية في سوريا مُهددة بسبب الحرب المستعرة في البلاد لاسيما وأن الصناعات المرتبطة بتلك الحرف تعتمد بشكل أساسي على السياحة والسياح الذين يشترونها بأسعار معقولة.
واضطر الحرفيون حاليا لتقليص انتاجهم بسبب قلة الاقبال عليه.
وقال حرفي يُدعى غسان وردة يعمل في صناعة أغطية من الصوف يدويا “قبل الحرب إجمالا شغلنا مرغوب للأجانب أكتر من العرب. لأن الشغل اليدوي بياخد وقت طويل وبياكل جهد فبيكون سعره عالي غير سعر المكنة (الماكينة). بس هلق (في هذا الوقت) اضطرينا انه نخفف الشغل ونبيع الشغلات الرخيصة ليس الشغلات الغالية.”
وقال نحات بازلت يُدعى أجود فرهاد لتلفزيون رويترز إن الناس يسعون حاليا لتوفير الطعام لأسرهم قبل أن يفكروا في شراء منحوتات لتزيين بيوتهم.
وأضاف “خف كتير الإقبال اليوم. صار الواحد بده يعطي بيته قبل ما يعطي قطعة يعلقها ببيته. بده يعطي أكل وبده يعطي الأمور ببيته ومرته وولاده قبل ما يعطي قطعة يعلقها. قبل كانت الأمور محلولة أكتر من هاالايام. الوضع اليوم صعب عالعالم كلها.”
والسياحة واحدة من القطاعات التي تأثرت على نطاق واسع بالحرب في سوريا. فبعد أن كانت سوريا واحدة من أكثر بلاد العالم أمنا أصبحت واحدة من أكثرها خطورة. وتقول وزارة السياحة إن صناعة السياحة كانت تشكل 14 في المئة من الاقتصاد السوري قبل الحرب.
وتقول الأمم المتحدة إن زهاء 220 ألف شخص لاقوا حتفهم في الحرب الدائرة رحاها في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات وإن نحو أربعة ملايين شخص أصبحوا في عداد اللاجئين.