برلين(أ ب)- تنظم الجماعات اليسارية واتحادات العمال في انحاء أوروبا والشرق الاوسط وآسيا اليوم الجمعة مسيرات للاحتفال باليوم العالمي للعمال.
ويتوقع أن تكون معظم الفعاليات مسيرات احتجاج سلمية للمطالبة بحقوق العمال والسلام العالمي.
غير أن مطلع مايو/أيار عادة ما يشهد مصادمات بين الشرطة والجماعات المسلحة في عدد من المدن.
وفيما يلي نظرة على فعاليات يوم العمال:
تركيا
اشتبكت قوات الشرطة ومتظاهري اليوم العالمي للعمال في اسطنبول بعد أن قررت الحشود تحدي حظر الحكومة تنظيم مسيرات وحاولت التحرك تجاه ميدان تقسيم الذي بات رمزا للاحتجاج على السلطة في المدينة.
قوات الأمن اجبرت المتظاهرين على التراجع باستخدام مدافع الماء والقنابل المسيلة للدموع، ورد المتظاهرون برشق القوات الامنية بالحجارة والألعاب النارية.
وأغلقت السلطات مداخل الميدان الذي تحول لمركز الاحتجاجات والاعتصامات في اسطنبول منذ قتل 34 شخصا فيه عام 1977.
وذكرت مواقع إخبارية تركية إن عشرة آلاف شرطي تمركزوا حول الميدان اليوم الجمعة.
هذه المظاهرات هي أول احتجاجات واسعة النطاق منذ تمرير الحكومة هذا العام مشروع قانون خاص بالأمن يعطي الشرطة مزيدا من القوة في اتخاذ اجراءات صارمة ضد المتظاهرين.
كوريا الجنوبية:
خرج الآلاف في مسيرة بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول اليوم الجمعة في احتجاجات تتواصل للأسبوع الثالث ضد السياسات التي تنتهجها الحكومة مع العمال وتعاملها مع كارثة غرق العبارة التي أودت بحياة ما يزيد على ثلاثمئة شخص قبل عام.
المتظاهرون احتلوا عددا من شوارع وسط العاصمة ووقعت مصادمات متفرقة مع ضباط الشرطة.
وحاول المحتجون إزاحة الحافلات التي تعوق طريق تقدمهم، فيما ردت قوات الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع، ولم ترد تقارير بعد عن أعداد المصابين.
وكانت منظمات العمل في كوريا الجنوبية نددت بسلسلة من السياسات الحكومية التي يعتقدون أن ستقلل الأجور والأمن الوظيفي ومكافآت التقاعد لموظفي الدولة.
اليونان:
وفي اليونان التي تعاني من ازمات مالية طاحنة، شارك نحو 13 ألف شخص ثلاث مسيرات متفرقة بمناسبة يوم العمال في أثينا، حاملين لافتات ومرددين شعارات منددة بالسياسات والإجراء التقشفية.
واندلعت اشتباكات طفيفة في نهاية المسيرات السلمية عندما ألقت مجموعة من الشباب الملثم بقنابل مولوتوف تجاه شرطة مكافحة الشغب، دون انباء عن وقوع إصابات أو اعتقالات.
وفي وقت سابق من اليوم، انضمت مجموعة من وزراء حكومة حزب ثيريزا اليساري الحاكم للمحتجين الذين احتشدوا للخروج في المسيرات، وكان من بينهم وزير المالية يانيس فاروفاكيس الذي التفت حوله المعجبون ووسائل الإعلام، وكذا وزراء الطاقة والعمل.
وفي مدينة سالونيك شمال البلاد، قالت الشرطة إن 13 ألف متظاهر آخرين خرجوا للشوارع في ثلاث مسيرات سلمية منفصلة.
روسيا:
في موسكو، تحدى عشرات الآلاف من العمال الطقس قارس البرودة ونظموا مسيرة عبر الميدان الأحمر، وبدلا من أعلام الشيوعية الحمراء برمزيها المطرقة والمنجل، لوحوا بأعلام الحزب الحاكم الزرقاء، وعلم روسيا ذو الألوان الثلاثة.
رغم الأزمة الاقتصادية التي تعتصر الطبقة العاملة، فإن الانتقادات التي توجه للرئيس فلاديمير بوتين وحكمته قليلة إن وجدت.
وقال المشاركون في المسيرة إن تظاهرة الاول من مايو/أيار تقليد قديم يرجع لأيام طفولتهم.
هذا الحنين لأيام العهد السوفيتي مشبع بمشاعر الوطنية قبيل بدء الاستعدادات للاحتفال بالذكرى السبعين للنصر في الحرب العالمية الثانية يوم التاسع من مايو/أيار.
الحزب الشيوعي أجرى في وقت لاحق مسيرة تحت شعار “ضد الفاشية ودعما لدونباس” حيث دعا المشاركون لمزيد من تقديم الدعم للمقاتلين الانفصاليين في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا.
ألمانيا
تقول الشرطة في برلين إن احتجاج “ليلة البورغيس” التقليدي بمناسبة عشية الأول من مايو/ أيار كان أكثر هدوءا من السنوات السابقة.
وشارك عدة آلاف في احتفالات مناهضة للرأسمالية في شمال المدينة.
وألقيت ألعاب نارية وحجارة على الشرطة، مما أسفر عن إصابة شرطي. وتم اعتقال خمسة عشر شخصا. وفي أماكن أخرى بالعاصمة الألمانية جرت الاحتفالات “بشكل سلمي للغاية”، كما أشارت الشرطة صباح الجمعة.
وكشف نشطاء ” حزب الخضر” ظهرا عن تمثال في ساحة الكسندر بوسط برلين، لادوارد سنودن وجوليان أسانغ وتشيلسي مانينغ والذين يعدون جميعا أبطالا في أنظار الكثيرين من أنصار اليسار لتسريبهم وثائق ومعلومات استخباراتية وعسكرية امريكية.
التمثال الذي أطلق عليه “البوح بأي شيء”، يصور الثلاثة واقفين على مقاعد، وبحسب موقع يحمل اسم التمثال “إنيثينغ تو ساي” فإن التمثال سيجوب أنحاء العالم.