جاريبار/سيندوبالتشوك 28 أبريل نيسان (رويترز) – لا يزال من
تقطعت بهم السبل في القرى والبلدات النائية في نيبال في انتظار
وصول الإغاثة اليوم الثلاثاء بعد أربعة أيام من زلزال عات دمر
المباني والطرق وقتل أكثر من 4600 شخص.
ولم تقيم الحكومة بعد النطاق الكامل للأضرار التي تسبب فيها
زلزال السبت الذي بلغت شدته 7.9 درجة في ظل عدم قدرتها على الوصول
للكثير من المناطق الجبلية رغم تدفق إمدادات وموظفي إغاثة من جميع
أنحاء العالم.
وأبلغ رئيس الوزراء سوشيل كويرالا رويترز أن عدد القتلى قد يصل
إلى عشرة آلاف فيما يتواصل ورود المعلومات عن الأضرار من القرى
والبلدات النائية.
وسيفوق هذا عدد الذين قتلوا في زلزال حدث عام 1934 وهو 8500.
وقال كويرالا في مقابلة “الحكومة تبذل قصارى جهدها في عمليات
الإنقاذ والإغاثة ونتخذ وضعا أشبه بوضع الاستعداد للحرب. إنه تحد
وساعة عصيبة للغاية بالنسبة لنيبال.”
وفي قرية جاريبار التي تقع في منطقة جوركا قرب مركز الزلزال
عكفت سونثاليا على الحفر لساعات وسط أنقاض منزلها الذي انهار السبت
لانتشال جثتي طفليها وهما ابنة في العاشرة من عمرها وابن في
الثامنة. ونجا طفل ثالث لها في الرابعة من عمره.
*مقتل المئات في انهيارات أرضية
وفي بارباك إلى الشمال لم تستطع طائرات الهليكوبتر أن تعثر على
مكان للهبوط. وبدأ جنود اليوم التقدم البري أولا بالحافلات ثم سيرا
على الأقدام.
وحلقت طائرات عسكرية فوق لابراك وهي قرية أخرى في المنطقة.
وقدر مسؤول صحة محلي أن 1600 منزل من 1700 في المنطقة سويت
بالأرض. وألقت طائرات هليكوبتر مواد غذائية على أمل أن يجمعها
الناجون.
وفي سيندوبالتشوك على بعد ثلاث ساعات ونصف بالسيارة شمال شرق
كاتمندو أعقب الزلزال انهيارات أرضية أدت إلى مقتل 1182 شخصا
وإصابة 376 بجروح خطيرة. وقال مسؤول محلي إنه يخشى من أن المزيد
محاصرون وإن هناك حاجة لمزيد من المساعدات.
وبدأت المساعدات الدولية تصل إلى البلاد التي يقطنها 28 مليون
نسمة إلا أن توزيعها بطئ لأن التوابع تسببت في إغلاق المطار على
فترات متقطعة.
وقالت وزارة الداخلية إن العدد المؤكد للقتلى هو 4682 وإصابة
أكثر من 9240.
وقالت الأمم المتحدة إن ثمانية ملايين شخص تأثروا بسبب الزلزال
وإن 1.4 بحاجة للغذاء.
وتسبب أسوأ زلزال تتعرض له نيبال منذ 81 عاما في انهيار جليدي
كبير في جبل إيفرست مما أدى إلى مقتل 18 على الأقل من متسلقي
الجبال ومرشديهم بينهم اربعة أجانب في أسوا كارثة منفردة تتعرض لها
أعلى قمة في العالم.
وقال براديب سوبا وهو يبحث عن جثمان شقيقه وزوجة شقيقه وسط
حطام برج داراهارا الأثري في كاتمندو الذي انهار يوم السبت “انتظار
المساعدة قد يكون أكثر تعذيبا من القيام بالعمل بأنفسنا.”
وأضاف سوبا (27 عاما) وهو ضمن مجموعة من السكان يرفعون كتلا من
الخرسانة وهم يرتدون أقنعة لحماية أنفسهم من رائحة الجثث المتحللة
“أيادينا هي الأداة الوحيدة الآن… لا يساعدنا أحد من الحكومة أو
الجيش.”
وسقط عشرات القتلى إثر انهيار البرج.
وفي كاتمندو وأماكن أخرى ينام الآلاف على الأرصفة وفي الطرقات
وفي المتنزهات في خيام مؤقتة.
وامتلأت المستشفيات عن آخرها كما تعاني البلاد من نقص في
المياه والغذاء والطاقة مما يثير المخاوف من انتشار أمراض تنقل عبر
المياه.
لكن هناك بعض المؤشرات على عودة الحياة إلى طبيعتها نوعا ما
اليوم الثلاثاء إذ أقام باعة الفاكهة أكشاكهم على الطرق الرئيسية
وعادت حافلات النقل العام إلى العمل.
واعترف مسؤولون بأن حجم الكارثة أربكهم.
قالت ليلا ماني بوديل كبيرة أمناء الحكومة النيبالية “نحث
الدول الأجنبية على تزويدنا بمواد الإغاثة الخاصة والفرق الطبية.
نحن بحاجة بحق إلى مزيد من الخبرة الأجنبية للخروج من هذه الأزمة.”