أنقرة (زمان عربي) – بثت وكالة الأناضول للأنباء التركية الرسمية الموالية للرئيس رجب طيب أردوغان وحكومة العدالة والتنمية والتي يفترض فيها أنها وكالة الشعب التركي والناطقة بلسان الدولة لا حزب معين، خبرًا حول وقف أعضاء المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العموم في تركيا قاضيين عن العمل بشكل مؤقت لإصدراهما قرارًا بإخلاء سبيل عدد من المعتقلين من بينهم هدايت كاراجا المدير العام لمجموعة سمان يولو الإعلامية ومجموعة من قيادات الأمن الذين اعتقلوا بعد مشاركتهم في أعمال كشف والتحقيق في فضيحة الفساد والرشوة الكبرى التي تورطت فيها حكومة أردوغان في ديسمبر/ كانون الأول 2013.
ونعتت وكالة الأناضول للأنباء التركية، التي باتت تعتمد أسلوب التضليل الإعلامي وترويج الافتراءات والأكاذيب منذ وقائع الفساد والرشوة الكبرى في ديسمبر 2013، هدايت كاراجا بأنه مدير النشر في صحيفة” زمان” التركية ما يدل على جهل وعجز مهني في الكادر الصحفي بالوكالة الذي يبدو أنه درج على عدم تحري الدقة فيما يبث من أخبار اعتمادا على الحصانة التي تتمتع بها الوكالة كونها إحدى أدوات ترويج الافتراءات والأكاذيب وتقف في طليعة الإعلام الموالي لأردوغان وحكومة العدالة والتنمية.
كما زيفت الوكالة، التي تعتمد في استمراريتها على أموال دافعي الضرائب من الشعب التركي لتقوم بدورها في خدمة الدولية بحيادية بعيدة عن التحزب، الكثير من المعلومات في خبرها الذي بثته أمس حول قرارا وقف القاضيين عن العمل للتحقيق معهما حتى توحي بانتماء القاضيين إلى ما يسميه أردوغان والحكومة بالكيان الموازي.
كما قالت وكالة الأناضول للأنباء التركية إن المعتقلين المفرج عنهم ينتمون إلى الكيان الموازي مع أن القضاء لم يثبت وجود مثل هذا الكيان الوهمي في تركيا والذي اصطنعه أردوغان وحكومته من أجل ممارسة عملية واسعة لتزييف وعي الناخب التركي بدءا من الانتخابات المحلية في مارس من العام الماضي ثم الانتخابات الرئاسية التي أتت به إلى رئاسة الجمهورية، ويواصل ذلك من خلال حملة حزب العدالة والتنمية للانتخابات البرلمانية المقبلة التي يطمع أردوغان من خلالها إلى حصول الحزب على أغلبية تمكنه من تغيير الدستور وإقرار نظام رئاسي بصلاحيات مطلقة يجعله الرجل الأوحد في تركيا.
وقد بدأ رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أيضا من جانبه الترويج لهذه الافتراءات وإلصاق كل عجز وتقصير لحكومته بما يسمى بالكيان الموازي والذي يقصدون به حركة الخدمة وبالمفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن المقيم في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة منذ خرج من تركيا بسبب مطاردات الانقلاب العسكري وأصحاب سلطة الوصاية العسكرية له منذ تسعينيات القرن الماضي.
ومع أن داود أوغلو، وهو من يفترض فيه مراعاة كونه أكاديميا مرموقا وبارزا، ينبغي أن يتحرى الدقة والموضوعية والأسلوب العلمي في كل ما يقول إلا أنه خلع عباءة الأستاذية وأصبح يتصرف بنفس طريقة السياسيين الباحثين عن الدعم من أجل جمع الأصوات في انتخابات 7 يونيو/ حزيران المقبل، وزاد على ذلك ترويجه أكاذيب وافتراءات بنسلفانيا التي ابتدعها أردوغان ليغطي على فضائح الفساد التي طالته وأبنائه ووزرائه ورجال الأعمال والمسؤولين ورجال البنوك المقربين منه والتي يدفع الشعب التركي ثمنها من قوته يوميا الآن.