روكسل/روما (رويترز) – اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس لالغاء تقليص لعمليات الانقاذ في البحر المتوسط ضمن مسعى للتصدي للأرقام القياسية لمن يغرقون اثناء محاولتهم الهرب من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا.
لكن اجتماعا طارئا للاتحاد الأوروبي في بروكسل عقد بعد غرق زهاء 900 شخص في سفينة واحدة يوم الأحد لن يسفر عن أكثر من طرح اختيارات تتضمن مهاجمة المهربين وإقامة مخيمات للمهاجرين وهي خيارات تنقسم بشأنها دول الاتحاد البالغ عددها 28.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لدى وصولها إن قيم أوروبا ومصداقيتها أمام باقي العالم على المحك “ومن ثم فإن قضية اليوم في غاية الأهمية فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح.”
وانتقدت الأمم المتحدة رد الفعل الأوروبي حتى الآن ودعت الاتحاد لبذل المزيد من الجهود قائلة “ينبغي أن يتجاوز رد فعل الاتحاد الأوروبي النهج الحالي الذي يقوم على الحد الأدنى.. والذي يركز بشكل أساسي على الحد من وصول المهاجرين واللاجئين إلى شواطئه.”
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يخوض انتخابات ضد مناهضين للهجرة بتخصيص حاملة طائرات هليكوبتر تتبع البحرية البريطانية وسفينتين لعملية سبق أن رفض دعمها خوفا من أن تغري مزيدا من الناس بمحاولة عبور البحر.
لكنه شدد على أن من يتم انتشالهم لن يمنحوا اللجوء بشكل تلقائي في بريطانيا وسيتم على الأغلب تسليمهم لإيطاليا التي قال رئيس وزرائها ماتيو رينتسي إنه متفائل بأن حلفاءه الأوروبيين لن يتركوا روما تعاني وحدها.
وحتى أثناء اجتماع الزعماء الاوروبيين انتشل خفر السواحل الإيطالي 84 رجلا جميعهم فيما يبدو من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء من زورق مطاطي يوشك على الغرق على بعد نحو 56 كيلومترا قبالة ساحل ليبيا بعد أن تلقى إشارة استغاثة.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إنه لا أحد يتوهم أن القادة يستطيعون حل المشاكل على الفور. وقال “لا يمكننا ذلك. الأسباب الحقيقية هي الحرب وعدم الاستقرار والفقر في المنطقة بأسرها.”
ولم ينج سوى 28 شخصا فقط من كارثة يوم الاحد التي تعد على ما يبدو الأسوأ على الإطلاق التي يتعرض لها المهاجرون الفارون بحرا إلى أوروبا قادمين من شمال أفريقيا.
وأقيمت جنازة مؤثرة بطقوس عدة أديان في مالطا على 24 من الضحايا وهم كل من تم انتشال جثثهم حتى الآن من السفينة التي يعتقد أن كثيرين ممن لقوا حتفهم مازالوا محاصرين أسفلها.
وقال الإمام محمد سعدي إن ما حدث يجب أن يزيد الوعي بمحنة المهاجرين في حين دعا الأسقف ماريو جريش إلى العمل بدافع الحب وليس القانون فحسب.
وقال “يمكننا أن نستمر في قراءة القوانين مثل المحامين لكن هذا لا يكفي”.
ويتضمن مشروع بيان للاتحاد الاوروبي اطلعت عليه رويترز 13 مقترحا للتعامل مع الضغط الناجم عن محاولة مئات الآلاف الوصول إلى أراضي الاتحاد الذي يصعد فيه نجم الأحزاب السياسية المعادية للمهاجرين.
لكن النقطة الاولى فحسب الخاصة “بتعزيز وجودنا في البحر” والتي تتضمن مضاعفة التمويل “إلى المثلين على الأقل” وتعزيز الوجود البحري هي التي ستنفذ على الارجح قريبا.
وكانت إيطاليا أوقفت العام الماضي مهمة انقاذ بحرية أنقذت أرواح أكثر من مئة ألف مهاجر لان الدول الاخرى في الاتحاد الاوروبي رفضت تمويلها. وحلت مكان المهمة بعثة أصغر ركزت على أعمال الدورية على حدود دول الاتحاد بعد أن قالت دول ان انقاذ المهاجرين يشجع المزيد على القيام بالرحلة.
ويقول مسؤولون في الاتحاد الاوروبي انه بمجرد ان يبدأ الزعماء في تقديم تعهدات بالمساعدة في قمة اليوم فان الزيادة الاجمالية المعلنة قد تكون اكبر. لكن المشكلات العملية والقانونية والسياسية الناجمة عن القيام بعمل عسكري في ليبيا او اقامة “مراكز استقبال” في الخارج او حتى اعادة توزيع اللاجئين في دول الاتحاد الاوروبي مازالت بعيدة عن الحل.
وقال دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي “هذه مظاهرة سياسية” مشبها اياها بجهود الاتحاد الاوروبي لطرح برنامج لمواجهة الارهاب بعد هجوم صحيفة شارلي ابدو في باريس. واضاف “هناك ظاهرة غير جديدة على الاطلاق لكن هناك حدثا مثيرا ونحتاج الى النظر في استراتيجيتنا.”