تركيا – إسطنبول – بحضور أطر تربوية من أساتذة مدارس الأئمة والخطباء ومن طلبة الإلهيات، نظمت مجلة حراء لقاء علميًّا بمركز فرات الثقافي في مدينة إسطنبول في يوم 18 أبريل 2015، وقد تحدث في اللقاء الأستاذ البوارد أسامة الناشط في منتدى رواد الخدمة بالأردن والدكتور معاذ البيانوني الأستاذ الباحث والمستشار في وزارة الأوقاف الكويتية، والأستاذ إدريس الكنبوري المفكر والإعلامي المغربي والدكتور عبد الجواد الحردان من سوريا الأستاذ بجامعة مولانا بمدينة كونيا بتركيا، حيث ركزوا في مداخلاتهم على أهمية المعلم ودوره المركزي في بناء الإنسان وإقامة صرح روحه خدمة للأمة وللإنسانية جمعاء. هذا ويمكن سرد أهم ما جاء في اللقاء على الشكل التالي:
أسامة البوارد من الأردن
- الخدمة إسلام تمشي على الأرض.
- مشروع الخدمة هو بناء الإنسان، والمعلم بالضبط هو من يقوم بهذه العملية لهذا فهو يعتبر حلقة مركزية في الخدمة.
- الخدمة تخدم كل الناس، فأبناء الخدمة يخدمون حتى وإن لـم يراهم أو يذكرهم أحد لأنه يكفي من يخدم أن الله يعرفه.
- ابن الخدمة يعطي من وقته وماله ومن كل شيء، لدرجة أنه يصل إلى نكران ذاته.
- المعلم ينفق من علمه ومن وقته ومن كل شيء، فهو يغذي النفوس والعقول.
- النبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة لصحابته رضي الله عنهم، ولأن المعلم يسير في طريق النبي صلى الله عليه وسلم فهو كذلك يجب أن يكون قدوة لتلاميذه.
- الرسول كان يوجه أصحابه بالحب، والمعلم يجب أن يكون كذلك.
د. معاذ البيانوني من الكويت
- زرت الخدمة في تركيا وفي دول مختلفة، فوجدت جمال الخدمة يتكرر في كل مكان من بقاع الأرض.
- كتبت كتبًا في علم الدعوة منذ سنوات، وبعدما تعرفت على الخدمة وجدت النموذج العملي لما كتبت.
- وجدت فيكم التعليم والتبليغ والتزكية والتطبيق وقلما تجتمع هذه الأسس الأربعة في نموذج واحد.
- ما تعملونه هو نفس الذي كان يعمله الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا فأنتم تعتبرون من ورثته.
- الخدمة أنقدت الكثير من الناس من الضلال والجهل، فكانت بذلك سببًا في هداية شريحة عريضة من المجتمع.
- هنيئًا لكم بما ورثتم عن النبي فاصبروا واثبتوا فالناس بحاجة إليكم.
إدريس الكنبوري من المغرب
- هناك فجوة عميقة بين الواقع الفكري والواقع العملي.
- تراثنا الإسلامي مليء بالقيم وبالنظريات والتجارب، لكننا مع الأسف لم نستطع أن ننزلها على الواقع، وعندما جاء الأستاذ فتح الله كولن حوَّل هذه القيم والنظريات الصامتة إلى قيم ونظريات ناطقة.
- سأركز على ثلاث نقط في مداخلتي:
- النقطة الأولى مصطلح الخدمة فهو مصطلح يظهر عبقرية وذكاء صاحبه، حيث أن الأستاذ كولن جعل الخدمة حركة اجتماعية تسير وسط المجتمع وتنميه وتخدم المجتمع.
- مفهوم الخدمة هو مفهوم مُكتف بذاته، ولا يحتاج مصطلحات أخرى لتُدعمه.
- النقطة الثانية التعليم فهو صلب المجتمع، فبالتعليم نستطيع إنشاء الحضارة وبالتعليم نستطيع أن نهدمها.
- كل الحركات الإصلاحية ركزت على التعليم، وبعد مدة اكتشفوا أن للتربية والتعليم علاقة وطيدة لا يجب أن ينفصلا.
- التعليم يمكنه أن ينشئ الكفاءات لكن لا يمكنه أن ينشئ القيم إذا لم يبنى في إطار مشروع حضاري.
- لا يمكن للتعليم أن ينجح بدون منظومة متكاملة، فبعد الاستعمار أنشئت وزارات التربية والتعليم لكن مع مرور الوقت ذهبت التربية وبقي التعليم وسرعان ما ذهب التعليم وبقيت فقط الوزارة.
- مشروع الأستاذ كولن يركز على أن التربية هي الأساس الأم لبناء المجتمع، فإدراك الأستاذ كولن لهذه القضية استطاع أن يبني مشروعًا يستمر باستمرار الزمن وينتقل من جيل إلى آخر.
- النقطة الثالثة المجتمع المدني الذي أسسه الأستاذ فتح الله كولن والذي يعتبر نابعًا من القرآن الكريم، فهو مبني على أساس البذل والعطاء والإخاء والغيرة ونكران الذات وهذه القيم تعتبر من الدين بالأساس.
- الأستاذ فتح الله يقول لنا من خلال مشاريع الخدمة أن المشكل ليس في المصطلح وإنما في المضمون.
- مصطلح الخدمة يشمل مصطلح المجتمع المدني والذي يقوم على أساس خدمة المجتمع وهذا النموذج قابل للتصدير.
- تجربة الخدمة نابعة من القيم الإسلامية المشتركة على عكس التجارب الغربية البعيدة عن ثقافتنا، لهذا وجب الاهتمام بها.
- يمكن أن نعتبر أن مشروع الخدمة أول مشروع ناجح منذ القرن 19، والخدمة ليست مشروع تركيا وإنما مشروع المسلمين أجمعين.
- في ظل هذا الظلام الذي يعيشه المسلمين تعتبر الخدمة بصيص نور، لأن الخدمة تقول إن الهدم سهل ولكن البناء صعب جدَّا.
- الخدمة ولدت في قلب كولن وهي تعيش اليوم في قلوبنا، لأن ما خرج من القلب يصل إلى القلب.
د. عبد الجواد الحردان من سوريا
- إن كنتم آمنتم بهذا المنهج الذي تسيرون عليه، فلا تغيروه حتى إن تغيرت الشروط، لأن تغير الشروط لا يعني تغير المنهج.
- خصائص منهج الخدمة:
- التعبد والتعقل حيث أن الأستاذ كولن لا يوجهنا في الجزئيات وإنما يعرض علينا فقط المنهج الكبير، ويترك الجزئيات لاجتهاد الأفرد.
- الاستشارة هي المنهج القويم الذي يجب أن يسير عليه الناس.
- يجب أن لا نتخلى عن مؤسسات الخدمة لأنها رُويت من قِبل فدائيي المحبة.
- الأستاذ فتح الله كولن يقول مؤسسات الخدمة بنيت بإخلاص، فإذا ذهب الإخلاص فاهدموها.
- عندما نذكر الأستاذ فتح الله كولن ليس تعظيمًا وإنما ليَعرفه الناس، حتى يستفيدوا من تجربته.
- الأستاذ كولن بنى مشروع الخدمة التعليمي، على أساس أن نجاح التلميذ يكون بفضل المعلم وعلى أن فشل التلميذ يكون بسبب المعلم، ولهذا جعل المعلم مركز الإصلاح في التعليم.
- من سخر نفسه لخدمة الأمة سخر الله الأمة كلها لخدمته، وهذا ما رأيته في الأستاذ فتح الله كولن.
من موقع مجلة حراء