شبه جزيرة جاليبولي (تركيا) (رويترز) – تجمع ألوف من الاستراليين والنيوزيلنديين والأتراك في شبه جزيرة جاليبولي في تركيا اليوم الخميس قبيل الذكرى المئوية لواحدة من أدمى معارك الحرب العالمية الأولى.
وشُددت إجراءات الأمن في الوقت الذي يواجه فيه الخصوم السابقون تهديدا مشتركا من المتطرفين الإسلاميين.
وقبل قرن من الزمان خاضت قوات استرالية ونيوزيلندية معارك على شاطيء جاليبولي في بداية حملة لاقى خلالها أكثر من 130 ألف شخص حتفهم.
وأصبحت المنطقة مزارا للراغبين في تكريم ضحايا بلادهم في 25 أبريل نيسان من كل عام.
ومن المتوقع أن يكون الاحتفال بالذكرى المئوية هو الأكبر حيث يقود المراسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت ورئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز.
وقال بروس سكيتس رئيس الدراسات التاريخية والاسترالية في جامعة موناش في ملبورن “الذكرى المئوية لحظة مهمة جدا لأننا الآن في وقت تتوقف فيه هذه الحملة عن كونها ذكرى وتتحول لجزء من التاريخ.”
وأضاف سكيتس وهو حفيد أحد قدامى حرب جاليبولي وقدم المشورة للحكومة الاسترالية بشأن كيفية إحياء الذكرى السنوية “توفي كل قدامى المحاربين ورحل من كانت لديهم أي ذكرى حية عن الحرب الكبرى.”
وعلى الرغم من أن قوات الحلفاء كانت تضم بريطانيين وأيرلنديين وفرنسيين وهنودا ونيباليين وكنديين أصبحت جاليبولي مرتبطة بشكل خاص بالاستراليين والنيوزيلنديين لأنها تمثل نقطة ظهروا فيها كأمتين أقل اعتمادا على بريطانيا.
وتجد تركيا واستراليا نفسيهما الآن متحالفتين في صراع من نوع جديد.
فقد أحبطت الشرطة الاسترالية يوم السبت هجوما قالت إنه بإيعاز من تنظيم الدولة الإسلامية على تجمع بمناسبة الذكرى السنوية وهي عطلة في استراليا ونيوزيلندا.
واستراليا تدعم الولايات المتحدة وإجراءاتها ضد متشددي الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وهي في حالة تأهب قصوى منذ العام الماضي تحسبا لهجمات من قبل أصوليين إسلاميين.
كما أن تركيا التي تقع على الحدود مع سوريا والعراق وتعد ممرا رئيسيا للمقاتلين الأجانب المتجهين إلى هناك في حالة تأهب كذلك.
وقال أبوت في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس الأربعاء “جميل أننا نتبادل المعلومات الآن على مستوى عميق جدا بين وكالاتنا المختلفة لأن التهديد الذي يشكله التطرف العنيف ولا سيما من جانب داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) تهديد حقيقي وعالمي”.
ويحيي الأتراك ذكرى ما يسمونها حرب كاناكالي في 18 مارس آذار عندما صدت القوات العثمانية هجوم الحلفاء على مضيق الدردنيل. ومنع الانتصار الحلفاء من الاستيلاء على اسطنبول لكنه تسبب في مواجهة استمرت ثمانية أشهر.
ولاقى نحو 130 ألف جندي حتفهم منهم 87 ألفا من الجانب العثماني قبل أن يصد الأتراك تحت قيادة ألمانيا حملة الحلفاء التي شابها سوء التخطيط.
لكنها كانت واحدة من النجاحات القليلة التي حققها الأتراك في الحرب.
وبالنسبة للآلاف الذين تجمعوا في جاليبولي كانت الرسالة المهيمنة رسالة مصالحة. وزار سكيتس مقابر الضحايا مع خليل كوك وهو حفيد جندي تركي ممن قاتلوا القوات الاسترالية والنيوزلندية.
وقال كوك “كنت أرافق جدي في عام 1990 ولم نتمكن من إقناعه بأن يمسك بيد أحد قدامى المحاربين الاستراليين … ولكن يمكنني اليوم أن أزور المقابر التركية والاسترالية مع حفيد أحد قدامى المحاربين الاستراليين ونمشي ذراعا في ذراع”.
وأضاف “هذه رسالة كبيرة للعالم.”